طرأ عليها النداء وهى محذوفة ، فتبقى على حالها من الحذف.
والآخر : يوجب حذف التنوين للسبب السالف ، ويوجب إرجاع الياء وإثباتها لأن سبب حذفها ـ وهو تلاقيها ساكنة مع التنوين ـ قد زال بزوال التنوين. وإذا زال السبب لا تبقى بعده آثاره. فالرأيان متفقان على حذف التنوين وسببه ، مختلفان فى إرجاع الياء وإثباتها ، أو عدم إرجاعها.
ويتفقان على إرجاعها إذا لم يكن فى العلم المنقوص إلّا حرف أصلى واحد ، مثل : «مر» ، اسم فاعل من «أرى» ، فتقول فى نداء المسمى به : يا مرى.
والحق أنّ هذه الأدلة جدلية محضة ليس فيها مقنع. والفيصل إنما هو السماع الوارد عن العرب ، ولم ينقل أحدهما منه ما يكفى لترجيح رأيه ؛ فالرأيان متكافئان. وقد يكون الأنسب هو الرأى الداعى إلى إثبات الياء ؛ لأنه أقرب إلى الوضوح ، وأبعد من اللبس والاختلاط.
وكل ما قيل فى كلمة : «هاد» ـ مما أسلفناه ـ يقال فى سائر الأعلام المنقوصة المنونة عند ندائها ... ـ كما سيجىء البيان (١) ـ
٢ ـ إذا كان المفرد العلم فى أصله منقولا من اسم مقصور منون. (نحو : مرتضى ـ مصطفى ـ رضا ... وأشباهها) ـ وجب عند ندائه حذف تنوينه ، لأنه سيبنى على الضم ، وهذا البناء يقتضى حذف التنوين حتما. لكن أتعود بعد ذلك ألف المقصور التى حذفت من آخره نطقا ؛ بسبب تلاقيها ساكنة مع التنوين الساكن ، أم لا تعود؟
(ذلك أن الأصل فى كلمة مثل : مرتضى ، هو مرتضى ؛ أى : مرتضين ؛ رفعا ـ والنون الساكنة هى التنوين ـ تحركت الياء ، وانفتح ما قبلها ؛ فقلبت ألفا ، وصارت الكلمة : مرتضان ، تلاقى ساكنان ؛ الألف وهذه النون ، فحذفت الألف لالتقاء الساكنين ، وصارت الكلمة : مرتضن ، لكنها تكتب «مرتضى» ، طبقا لقواعد رسم الحروف ؛ وهى تقضى بأن يوضع على الحرف الذى قبل النون حركة ثانية مماثلة لحركته الهجائية ، تغنى عن النون بعد حذفها ، وتكون هذه الحركة الهجائية الثانية هى الرمز الدال على التنوين ، بدلا من التنوين).
__________________
(١) فى باب : تشنية المقصور ، والممدود ، وجمعهما (.. هامش ص ٥٦٦).