ويجيب النحاة : أن الظاهر فى هذه المسألة هو تطبيق حكم المسألة السابقة فيجرى على ألف المقصور ما جرى على ياء المنقوص من وجود رأيين متفقين على حذف التنوين ، مختلفين فى رجوع الألف نطقا أو عدم رجوعها ، بالحجة التى تساق لكل. وقد يكون الأنسب إرجاع الألف ...
٣ ـ سبق فى باب المثنى (١) أن العلم المفرد إذا ثنّى أو جمع ، زالت علميته ، وصار نكرة ، ولا يحكم له بالتعريف إلا بوسائل جديدة تزاد ؛ منها : إدخال «أل» المعرّفة عليه ، أو نداؤه ... أو ... فإذا نودى العلم بعد تثنيته وجمعه حكم له بالتعريف الناشئ من النداء ، لا من العلمية ؛ لأن النداء هنا دخل على منادى خال من العلمية ، فقد أزالها ما طرأ من التثنية أو الجمع ، مثل : يا محمدان ـ يا محمدون ... وأشباههما ؛ فيصير بعد ندائه فى حكم النكرة المقصودة ـ عند كثير من النحاة ـ تجرى عليه أحكامها التى منها : صحة نعتها ـ أحيانا ـ بالنكرة أو بالمعرفة ؛ فيراعى إما أصله الأول الذى زالت علميته قبل النداء ، وإما حالة تعريفه الطارئة بعد النداء ـ (٢) ... ـ من بخلاف العلم الذى ليس مثنى ، ولا جمعا ، فإن علميته تبقى بعد النداء ويتعرف بها ، أو لا تبقى ؛ فيتعرف بالنداء الطارئ لا بتلك العلمية السابقة ـ على حسب الخلاف الذى سبق (٣) ـ.
٤ ـ إذا نودى : «إثنا عشر» و «إثنتا عشرة» علمين ، جاز أن يقال : يا إثنا عشر ، ويا إثنتا عشرة ، فإثنا وإثنتا مبنيان على الألف ، لأن المثنى وملحقاته فى هذا الباب فى حكم المفرد ؛ فيبنى على ما يرفع به. وكلمة : «عشر وعشرة» بعدهما مبنية على الفتح ، لا أهمية لها ، لأنها بمنزلة نون المثنى. وهمزتهما للقطع (٤) ما داما علمين.
ويجوز أن يقال : يا إثنى عشر ، ويا إثنتى عشرة ... بالنصب بالياء على
__________________
(١) ج ١ ص ٨٣ م ٩.
(٢) طبقا لما سيجىء فى «د» من ص ٢٩.
(٣) فى رقم ٦ من هامش ص ٩.
(٤) انظر رقم ٢ من هامش ص ٣٧ و ٢ من هامش ص ٢٣٥؟