كيف ترقى رقيّك الأنبياء! |
|
يا سماء ما طاولتها سماء |
ومثال «أيا» قول بعضهم : أيا متوانيا وأنت سليل العرب الأبطال ، لا تنس مجدهم على الأيام. ومن الممكن وضع حرف آخر من الأحرف الباقية موضع «أيا» فى هذا المثال.
أما تحديد القرب والبعد فمتروك للعرف الشائع ؛ سواء أكانا حسّيين أم معنويين ...
(ج) «وا» وتستعمل لنداء المندوب (١) ؛ كقول الشاعر فى الرثاء :
وا محسنا ملك النفوس ببرّه |
|
وجرى إلى الخيرات سبّاق الخطا |
وقول الآخر : وا حرّ قلباه ممّن قلبه شبم (٢) ...
(د) وقد تستعمل : «يا» للندبة (٣) بشرط وضوح هذا المعنى فى السياق ، وعدم وقوع لبس فيه ؛ كالآية الكريمة التى تحكى قول العاصى يوم القيامة : (يا حسرتا على ما فرّطت فى جنب الله).
وقول الشاعر فى رثاء الخليفة عمر بن عبد العزيز :
حمّلت أمرا عظيما ، فاصطبرت له |
|
وقمت فيه بأمر الله يا عمرا |
فإنشاء الشعر بعد موت «عمر» العادل دليل على أن «يا» للندبة.
فإن التبس الأمر بين أن تكون «يا» للندبة أو لا تكون ، وجب ترك «يا» ، والاقتصار على : «وا» ؛ كأن تقول : فى ندبة «عمر» : وا عمر ، ولا يصح مجئ «يا» إذا كان أحد الحاضرين يسمى : عمر (٤) ...
__________________
(١) هو : المتفجّع عليه ، أو المتوجّع منه. فالأول : هو الذى يصاب الناس بفجيعة فقده.
(حقيقة أو حكما) والثانى : هو بلاء أو داء يكون سببا فى تألم المتكلم وتوجعه.
ـ انظر ص ٨٧ حيث الباب الخاص بالندبة ـ
(٢) بارد.
(٣) نداء المندوب ـ كما سيجىء فى باب الندبة ص ٨٧ ـ
(٤) فيما سبق من حضر أحرف النداء ومواضع استعمالها يقول ابن مالك فى باب عنوانه : النداء :
وللمنادى النّاء ، أو كالنّاء : «يا» |
|
و : أى ـ و : آ ـ كذا : أيا ـ ثمّ : هيا |
والهمز للدّانى ، و : «وا» لمن ندب |
|
أو : «يا» وغير «وا» لدى اللّبس اجتنب |
(الناء ـ النائى ، أى : البعيد. الدانى ـ القريب) سرد أحرف النداء ، وبين أن «يا» والأربعة التى بعدها تستعمل للبعيد وما يشبهه ، وأن الهمزة لنداء القريب. وأن «وا» للمندوب ، وكذا : «يا» بشرط ـ