القسم الثانى : النكرة (١) المقصودة : ويراد بها خ خ النكرة التى يزول إبهامها وشيوعها بسبب ندائها ، مع قصد فرد من أفرادها ، والاتجاه إليه وحده بالخطاب خ خ ؛ فتصير معرفة دالة على واحد معين (٢) بعد أن كانت تدل على واحد غير معين. ولو لا هذا النداء لبقيت على حالتها الأولى من غير تعريف. فكلمة مثل : «رجل» هى نكرة. مبهمة ، لا تدل على فرد واحد بذاته ، وإنما تصدق على محمود ، وحامد ، وصالح ... وكل رجل آخر. فإذا قلنا : يا رجل سأساعدك على احتمال المشقة ، تغير شأنها ، ودلت على فرد معروف الذات والصفات ـ دون غيره ـ هو الذى اتجه إليه النداء ، وخصه المتكلم بالاستدعاء ، وطلب الاستماع ؛ فصارت معرفة معينة بسبب الخطاب ، لا شيوع فيها ولا إبهام.
والنكرة المقصودة هى ـ فى الرأى الأنسب ـ القسم الوحيد الذى يستفيد التعريف من النداء ، دون بقية أقسام المنادى.
حكمها :
الأكثر البناء (٣) على الضّمّة ، أو ما ينوب عنها ـ فى محل نصب ، فهى شبيهة بالمفرد العلم فى هذا. ومن أمثلتها قول شوقى يخاطب بلبله الحبيس :
يا طير ـ والأمثال تض |
|
رب للّبيب الأمثل ـ : |
دنياك من عاداتها |
|
ألّا تكون لأعزل |
ولا يصح تنوينها إلا فى الضرورة الشعرية ، فتنون مرفوعة أو منصوبة ، كقول الشاعر وهو ينظر للقمر :
يا قمرا ، لا تفش أسرار الورى |
|
وارحم فؤاد السّاهر الولهان |
__________________
(١) وتسمى ـ كما فى رقم ٢ من هامش ص ٤ ـ اسم الجتس المعين. وقد سبق الكلام على النكرة وتعريفها وما يتصل بها فى ج ١ ص ١٣١ م ٧.
(٢) الفرق بين التعيين والتعريف فى النكرة المقصودة والمفرد العلم أن التعيين والتعريف فى الأولى عرضيان طارئان بسبب النداء ؛ فهما أثران من آثاره ؛ يجيئان معه ، ويزولان معه. ولكنهما أصيلان فى العلم ملازمان له ، ولو لم يوجد النداء ، فلا أثر للنداء فى إيجادهما ، أو زوالهما أو بقائهما ـ على الرأى الأرجح الذى سبق فى رقم ٦ من هامش ص ٩ ـ والمعارف متفاوتة فى درجة التعريف ، وقوته ، طبقا لما سبق تفصيله فى الموضع الأنسب (وهو ج ١ ـ م ١٧ رقم ٣ من هامش ص ١٩١) ومنه يعرف أن النكرة المقصودة فى درجة اسم الإشارة ؛ لأن التعريف بكل منهما يتم إما بالقصد الذى يعينه المشار إليه ، وإما بالتخاطب كما فى الموضع السالف ، وكما فى : «ب» من ج ١ م ٣٢ ، ص ٣٩٩ ـ وأن التعريف بالعلمية ذاتى ؛ فهو أقوى.
(٣) إلا فى الضرورة الشعرية ـ كما سنعرف ـ ، وفى صورة أخرى معربة ستجىء فى الزيادة والتفصيل : ص ٢٧ ـ «ا». وثالثة معربة تجىء فى ص ٣٣