ويصح : يا قمر. وفى الحالتين يكون إعرابها كالمفرد (١) العلم المنون فيهما.
هذا حكم النكرة بشرط أن تكون مقصودة ، ومفردة (أى : غير مضافة ، ولا شبيهة بالمضاف) فإن كانت غير مقصودة فهى من القسم الثالث الآتى ، وإن كانت غير مفردة فهى من أحد القسمين التاليين : الرابع ، والخامس.
وإنما تبنى النكرة المقصودة على الوجه السالف بشرط ألا تكون موصوفة ، وألا تكون من الأعداد المتعاطفة (٢) ولا معربة مجرورة باللام فى حالة الاستغاثة أو التعجب ؛ مع وجود حرف النداء : «يا» (٣) ؛ لأن للأولين حكما سيجئ (٤) ، وأن الجار يجعلها من قسم المنادى المضاف ـ تأويلا ـ ، دون غيره ، وهو معرب واجب النصب ؛ نحو : يا لقوىّ لضعيف يستنصره ، ويا للمطر الهتون!! فى نداء منكّرين معينين. فالمنادى مجرور باللام فى محل نصب ، وقد بقى معربا ، كشأنه السابق على النداء. وسيجىء البيان فى باب الاستغاثة(٥) ...
__________________
(١) سبق فى «د» ص ٢٣. ويجب التصريح باسمها عند الإعراب
(٢ ، ٢) انظر «ا» ص ٢٧ وص ٣٢.
(٣) دون غيره ، ولا يصح حذفه فى الحالتين ، ـ كما سبق فى رقم ٥ و ٦ من ص ٣ ـ.
(٤) ص ٧٦ ـ ويقول ابن مالك فى أحكام المنادى المبنى على الضم مطلقا ؛ (أى : سواء أكان مفردا علما ، أم نكرة مقصودة) :
وابن المعرّف المنادى المفردا |
|
على الّذى فى رفعه قد عهدا |
فهو يطالب ببناء المنادى المفرد المعرف ، وأن يكون بناؤه على العلامة المعهودة فيه فى حالة رفعه قبل النداء ؛ لأن الضم ـ لا الرفع ـ هو علامة البناء فى الشائع ، فالذى علامته الضمة يبنى عليها ، والذى علامته الألف ؛ كالمثنى ، أو الواو كجمع المذكر ، يبنى عليهما ... وهذا الحكم ينطبق على القسمين : المفرد العلم والنكرة المقصودة ؛ فكلاهما مفرد ومعرف. غير أن تعريف المفرد العلم أصيل ، سببه العلمية ؛ فهو سابق على النداء ، وباق معها ولو زال النداء. ؛ طبقا لأحد الرأيين المعروضين فى ص ١٠. أما تعريف النكرة المقصودة فطارئ ؛ بسبب النداء ، ملازم له مدة وجوده ، زائل بزواله ـ كما سبق فى هامش الصفحة الماضية ـ وبناء المفرد العلم على الضم إنما يكون واجبا فى غير الضرورة وبعض الصور التى أشرنا إليها فى رقم ٢ من هامش ص ٩. كما أن النكرة الموصوفة لا تبنى ـ فى غير الضرورة ـ على الضم وجوبا إلا عند عدم وصفها وعدم طولها. فإن وصفت أو طالت جرت عليها الأحكام الآتية فى ص ٢٧ و ٣٣. ثم بين ابن مالك أن المنادى الذى يستحق البناء إذا كان مبنيا تبل مناداته ، يجب تقدير بنائه الجديد ، وملاحظته فى النية ، وإجراؤه مجرى المعرب الذى زال إعرابه بسبب النداء ، وحل محله بناء جديد ، أو مجرى اسم مبنى فى أصله ، زال فى التقدير بناؤه القديم وحل محله بناء طارئ جديد بسبب النداء ـ مع ملاحظة أن الجديد هو الذى يراعى وحده فى توابعه ـ يقول : ـ ورأيه مدفوع برأى آخر سبق فى ص ١١ ـ :
وانو انضمام ما بنوا قبل النّدا |
|
وليجر مجرى ذى بناء جدّدا |
ـ