زيادة وتفصيل :
(ا) فى نداء الأعداد المتعاطفة (١) المسمّى بها قبل النداء ـ كالتى فى الصفحة السالفة ـ يلاحظ أن المعطوف والمعطوف عليه يجب نصبهما معا عند النداء ، بشرط أن يكونا ـ معا ـ علما على فرد واحد ، سمّى بهما قبل النداء ؛ فنصب المعطوف عليه واجب ؛ لأنه شبيه بالمضاف فى الطول ، ونصب المعطوف واجب ؛ لأنه تابع للمعطوف عليه (٢) ... وفى هذه الصورة يمتنع إدخال حرف النداء على المعطوف ، لأنه جزء من العلم يشبه الجزء الأخير من العلم : «عبد شمس» ، أو «عبد قيس» ، أو غيرهما من الأعلام المضافة والمركبة ؛ حيث لا يصح تكرار حرف النداء بين جزأى العلم عند مناداته.
وكذلك لو ناديت جماعة واحدة ، معينة ، مقصودة ، عدّتها هذه ، وأردت المجموع فيجب نصب الجزأين ؛ لأن المنادى نكرة مقصودة ، لكنها طالت ، بسبب العطف عليها ، فصارت من قسم الشبيه بالمضاف ، منصوبة ، وما بعد الواو معطوف منصوب مثلها.
أما إذا كان المنادى أحد الأعداد المعطوفة ، كخمسة وعشرين ، ونظائرها ، ولكن أردت بالأول وحده ـ وهو المعطوف عليه المنادى ـ جماعة معينة عددها خمسة ، وأردت بالثانى ـ وهو المعطوف ـ جماعة معينة أخرى ، عددها عشرون ، وجب بناء الأول على الضم ، لأنه نكرة مقصودة ، ووجب نصب الثانى أو رفعه (٣) ؛ مراعاة لمحل المتبوع ، أو لفظه ، من غير مراعاة لبنائه. والأرجح فى مثل هذه الصورة إدخال «أل» على الثانى ، لأنه اسم جنس أريد به معين ؛ فتدخل عليه «أل» لتفيده التعريف ، إذ لم يدخل عليه ـ مباشرة ـ حرف نداء يفيده ذلك ،
__________________
(١) أى : المشتملة على معطوف عليه ومعطوف.
(٢) والإعراب السابق هو المختار عندهم. على الرغم من أن التسمية وقعت بكلمتين معا فإعراب كل واحدة منهما على حدة مشكل ـ كما جاء فى حاشية ياسين على التصريح فى هذا الموضع ـ ثم قالت ما نصه : «(إلا أن يقال : إن فى إعراب كلّ بالإعراب الذى استحقه المجموع ؛ دفعا للتحكم ؛ كقولهم الرمان حلو حامض)».
(٣) هذا الرفع صورى ظاهرى فقط ؛ طبقا للبيان الآتى فى رقم ٣ من ص ٥١.