المسألة ١٢٩ :
الجمع بين حرف النداء ، و «أل»
من أحكام النداء حكم عام تخضع له أقسامه الخمسة ، هو : أنه لا يجوز نداء المبدوء «بأل» فلا يصح الجمع بينه وبين حرف (١) النداء ، إلا فى إحدى الحالات الآتية :
(الأولى) : لفظ الجلالة : «الله» ؛ نحو : (يا ألله (٢) ، سبحانك!! أنت القادر على كل شىء ، المنعم بفيض الخيرات). والأكثر فى الأساليب العالية عند نداء لفظ الجلالة أن يقال : «اللهمّ» ، وهو من الألفاظ الملازمة للنداء (٣) ، نحو (قل : اللهمّ ، مالك الملك ؛ تؤتى الملك من تشاء ، وتنزع الملك ممّن تشاء ...) وكقول علىّ ـ رضى الله عنه ـ وقد مدحه قوم فى وجهه :د(اللهمّ إنك أعلم بى من نفسى ، وأنا أعلم بنفسى منهم. اللهم اجعلنى خيرا مما يظنون ، واغفر لى ما لا يعلمون).
ويقال فى إعرابه : «الله» منادى مبنى على الضم فى محل نصب ، والميم المشددة المفتوحة عوض عن حرف النداء : «يا». ومن الشاذ الجمع بينهما فى قول القائل :
إنى إذا ما حدث ألمّا |
|
أقول : يا اللهمّ يا اللهمّا |
__________________
(١) لا فرق فى المنع بين «يا» أو أخواتها. وسبب امتناع الجمع ـ وهذا مذهب البصريين ـ مسايرة الكلام العربى الفصيح ، فإنه يكاد يخلو من اجتماع أداتين ظاهرتين للتعريف ؛ كيا ، و «أل» أما دخول «يا» أو غيرها من أحرف النداء على العلم فلا مانع منه ، لأن العلمية ليست بأداة ظاهرة والكوفيون يجيزون الجمع بين «يا وأل» مطلقا ـ كما سيجىء فى هامش ص ٣٨.
(٢) يجوز فى همزة «أل» عند نداء لفظ الجلالة ـ الله ، دون غيره ـ بالحرف «يا» أن تكون للقطع ، فتظهر وجوبا فى النطق وفى الكتابة ، وتثبت معها ألف «يا» فى النطق والكتابة. ويجوز اعتبارها همزة وصل ؛ فتحذف مع ألفها نطقا وكتابة معا ، وتحذف ألف «يا» نطقا فقط ؛ لا كتابة ـ وقد تحذف الهمزة وألفها وتبقى ألف «يا» نطقا وكتابة.
(٣) كما سيجىء فى ص ٦٧.