قطعه من الزمان يحصل فيها المقصود فالمتكلم الفصيح يحذف المسند اليه لئلا يفوت المقصود بسبب اطالة الكلام بذكره والامثلة لذلك كثيرة (او محافظة على سجع) وهو تقارب فواصل الكلام وتشابهها اذا لم يكن الكلام موزونا اي اذا كان نثرا كقولهم (من طابت سريرته حمدت سيرته) ببناء حمدت للمفعول فلم يقل حمد الناس سيرته لضيق المقام عن اطالة الكلام بسبب المحافظة على السجع اذ لو ذكر المسند اليه اعنى الناس لكانت السريرة مرفوعة والسيرة منصوبة فيفترق الفاصلتان في الكلامين وذلك مرجوح ومرغوب عنه عند البلغاء.
(او) محافظة على (وزن) شعر (او قافية) له ويصح ان يمثل للوزن بقوله قلت عليل اذ لو ذكر المسند اليه ويقال انا عليل لم يستقم الوزن واما القافيه فكقوله :
وما المرء الا كالشهاب وضوئه |
|
يجوز رمادا بعد اذ هو ساطع |
وما المال والاهلون الا ودائع |
|
ولا بد يوما ان ترد الودائع |
فلو ذكر المسند اليه وقيل ان يرد الناس لاختلت القافية لصيرورتها مرفوعة في الاول ومنصوبة في الثاني فحذف المسند اليه لاجل المحافظه على القافية وفيه ايضا محافظة على الوزن فتدبر.
وقوله (وما اشبه ذلك) عطف على ضجرة وسامة اي كضيق المقام عن اطالة الكلام بسبب ما اشبه الضجرة والسأمة (كقول الصياد) مخاطبا المطيور الجوارح عند ابصاره للغزال (غزال) اي هذا غرال (فان المقام لا يسع ان يقال هذا غزال فاصطادوه) هكذا بينه بعضهم وقال فحذف هذا لانك اذ رغبته في التسارع اليه توهمه ان في ذكره