طولا كثيرا يوجب فوته وفراده بحسب زعمه فجعله مثالا لفوات الفرصة وفيه ما فيه وفال بعض اخر كقول الصياد عند عروض ابصار الغزال غزال غزال اي هذا غزال فاصطادوه فحذف هذا لان ذكره بحسب رغبته في التسارع اليه وتوهمه ان فيه طولا كثيرا يفيته بزعمه وفيه ايضا مالا يخفى لانه لم يعين المخاطب بالكلام وفي بعض النسخ كقولك للصياد وذلك ظاهر ولكن الاحسن على النتيجة المتقدمة ان يفسر المثال كقول الصياد لمصاحبيه الصيادين الاخر هذا غزال فاصطادوه فحذف هذا لفوات الفرصة وعليه فالاولى اتصاله بقوله لفوات الفرصة فتامل.
(وكالاخفاء من غير السامع من الحاضرين) الاولى ان يقول من غير المخاطب وذلك لان الحاضرين ان كانوا سامعين كان الاخفاء من غيرهم ممن لم يسمع فلا يصح قوله من الحاضرين وان كانوا غير سامعين فلا حاجة للاخفاء عنهم بل لا يمكن فتأمل (مثل جاء) في هذا المثال ما لا يخفى اذ لو كان المراد منه حذف الفاعل لكان مخالفا لما نقل عنهم السيوطي في باب الفاعل من انهم قالوا لا يحذف الفاعل اصلا وان كان المراد منه حذف المبتدء فلا بد فيه من التصريح بذلك اى من التصريح بان المسند اليه المحذوف هو المبتدء لئلا يتوهم ان المراد الفاعل وهو مذكور فتامل (وكاتباع الاستعمال الوارد على تركه) اي ترك المسند اليه وذلك لكون الكلام مثلا والامثال لا تتغير كما بينا ذلك في باب افعال المدح والذم من المكررات (مثل رمية من غير رام) اي هذه رمية مصيبة من غير