وهو الاصل (وقد يترك) الاصل (اى الخطاب مع معين) ليتوجه الى غيره اى غير المعين ليعم الخطاب كل مخاطب) اى كل من يصلح ان يكون مخاطبا (على سبيل البدل نحو قوله تعالى (وَلَوْ تَرى إِذِ الْمُجْرِمُونَ ناكِسُوا رُؤُسِهِمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ).
قال في الكشاف يجوز ان يكون لو ترى خطابا لرسول (ص) وفيه وجهان ان يراد به التمنى كانه قال وليتك ترى كقوله (ص) للمغيرة لو نظرت اليها والتمنى لرسول الله كما كان الترجى له (ص) في (لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ) لانه (ص) تجرع منهم الغصص ومن عداوتهم واضرارهم فجعل الله له تمنى ان يراهم على تلك الصفة الفظيعة من الحياء والخزى والغم ليشمت بهم وان تكون لو الامتناعية قد حذف جوابها وهو لرايت امرا فظيعا او لرايت اسوء حال ترى (ثم قال) ويجوز ان يخاطب به كل احد كما تقول فلان لئيم ان اكرمنه اهانك وان احسنت اليه اساء اليك فلا تريد به مخاطبا بعينه فكانك قلت ان اكرم وان احسن اليه.
ولو واذ كلاهما للمضى وانما جاز ذلك لان المترقب من الله بمنزلة الموجود المقطوع به في تحققه انتهى والى حاصل وجهى الكشاف يشير بقوله (لا يريد بالخطاب مخاطبا معينا قصدا الى تفظيع حال المجرمين) اى تقبيح حالهم وشدتها.
قال في المصباح فظع الامر فظاعة جاوز الحد في القبح فهو فظيع وافظع افظاعا فهو مفظع مثله وافظع الرجل بالبناء للمفعول نزل به امر شديد انتهى.