بعده كما هو واضح لمن يتدبر فالاطلاق فى قول المصنف بايلاء المقرر به الهمزة لا يخلو عن مسامحة [بل] يجب ان يكون التقرير [بما يعرف المخاطب من ذلك الحكم] وان كان ما يعرفه المخاطب خلاف ما دخل عليه الهمزة [وعليه] اي على التقرير بما يعرفه المخاطب يكون [قوله تعالى] مخاطبا لعيسى عليهالسلام [(أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّي إِلهَيْنِ) فان الهمز فيه للتقرير اى بما يعرفه عيسى عليهالسلام من هذا الحكم] وهو ما ذكره فى قوله تعالى حكاية (ما قُلْتُ لَهُمْ إِلَّا ما أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُوا اللهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ) فالمراد التقرير بنفى ذلك الحكم الداخل عليه الهمزة [لا] التقرير [بانه قد قال ذلك] الحكم المذكور الذي دخل عليه الهمزة فانه غير ما يعرفه عيسى عليه [فافهمم] فانه دقيق.
[وقوله] في المتن المقدم [والانكار كذلك دال على ان صورة انكار الفعل ان يلي الفعل الهمزة ولما كان له صورة اخرى لا يلي فيها الفعل الهمزة اشار اليها] اي الى تلك الصورة الاخرى [بقوله ولانكار الفعل صورة اخرى وهي] قولك [ازيدا ضربت ام عمرا لمن يردد الضرب بينهما من غير ان يعتقد تعلقه] اي تعلق الضرب [بغيرهما] اي بغير زيد وعمرو [فاذا انكرت تعلقه] اي تعلق الضرب [بهما] اي بزيد وعمرو [نفيته] اى الضرب [من اصله لانه لا بد له من محل يتعلق به وعليه] اي على انكار اصل الفعل يكون [قوله تعالى (آلذَّكَرَيْنِ حَرَّمَ أَمِ الْأُنْثَيَيْنِ) اما اشتملت عليه ارحام الانثيين فان الغرض] منه [انكار التحريم من اصله] وذلك لانه لو كان من الله تحريم لكان متعلقا اما بالذكرين واما بالانثيين واما بما اشتملت عليه ارحام