وقصارى ما يمكن ان يدعى ان تكون الصيغة موضوعة لانشاء الطلب فيما اذا كان بداعى البعث والتحريك لا بداع اخر منها فيكون انشاء الطلب بها بعثا حقيقة وانشائه بها تهديدا مجازا وهذا غير كونها مستعملة في التهديد وغيره فلا تغفل.
[ثم الامر قال السكاكى حقه الفور] الفور مصدر قولك فارت القدر فورا اذا غلت فاستعير للسرعة ثم سميت به الحالة التي لا ريث فيها اى لا بطؤ فيها ولا لبث يقال جاء فلان من فوره اى من ساعته والمراد هنا وجوب الفعل عقيب ورود الامر في اول ازمنة الامكان فجواز التراخى موكول الى القرينة وذلك مذهب بعض الاصوليين [لانه] اى الفور [الظاهر من الطلب عند الانصاف] اى عند انصاف النفس لا عند الحمية والجدال وهذا اشارة الى ان القائل بعدم الفور غير منصف وذلك لان الظاهر من الطلب الفور [كما في الاستفهام والنداء] فانه لا خلاف في انهما لطلب الجواب والاقبال فورا والظاهر ان ذلك مقتضى مطلق الطلب لا لخصوصية فيهما فكذلك الامر.
[ولتبادر الفهم عند الامر بشيء بعد الامر بخلافه الى تغيير الامر الاول] الى الامر الثاني [دون الجمع بين الامرين وارادة التراخى] اي من غير ان يتبادر ان الامر اراد بامره الثاني الجمع بين الشيئين مع تراخى احدهما [فان المولى اذا قال لعبده قم ثم قال له قبل ان يقوم اضطجع حتى المساء يتبادر الى الفهم الى انه غير الامر بالقيام الى الامر بالاضطجاع لا انه اراد الجمع بين القيام والاضطجاع مع تراخى احدهما] هذا حاصل ما قاله السكاكى في المفتاح.
[و] لكن [فيه] اى فيما قاله السكاكى من الوجهين [نظر]