قلت ليت لي مالا فانفقه فقد ذكرت الطلب وهو ليت لي مالا ثم ذكرت بعده الأنفاق الذي هو سبب حامل لك على الطلب [فوجود ذلك السبب الحامل] اعني الأنفاق [مسبب عن ذلك الطلب في الخارج لأن العلة الغائبة] كالأنفاق في المثال [بوجودها] الخارجي [معلولة للعلة الفاعلية وان كانت] تلك العلة الغائية [بمهيتها] المتصورة في عالم العقل اى في الذهن [علة لعلية العلة الفاعلية ولذا قالوا ان العلة الغائية تتقدم في الذهن على المعلول وتتاخر في الخارج عنه.
قال القوشجي في اول الفصل الثالث من التجريد ما خلاصته ان العلة ما يحتاج اليه امر في وجوده ثم المحتاج اليه اما جزء للمحتاج او امر خارج عنه والأول اما ان يكون به الشيء بالفعل كالهيئة للسرير فهو الصورة واما ان يكون الشيء به بالقوة كالخشب للسرير فهو المادة.
والثاني اعنى ما يكون خارجا اما ما منه الشيء كالنجار للسرير وهو الفاعل والموثر واما ما لأجله الشىء كالجلوس على السرير وهو العلة الغائية والغاية انما تكون علة بحسب وجودها الذهني واما بحسب وجودها الخارجي فهي معلولة لمعلولها لترتبها عليه وتاخرها عنه في الوجود فلها اعني الغاية علاقتا العلية والمعلولية بالقياس الى شيء واحد لكن بحسب وجوديها الذهنى والخارجي انتهى ملخصا.
[وهذا معنى قولهم اول الفكر آخر العمل ولما كان ذلك اعني كون وجود السبب الحامل] يعنى العلة الغائية كالانفاق في المثال [مسببا عن الطلب في الخارج مفهوما من ذكر الطلب] يعنى من ذكر ليت لي ما لا في المثال [ودل عليه] اى على كون وجود السبب