ومضافا اليه كما في الوجه الاول فلا يتوهم انه هو بعينه (كما قلت).
طويت باحراز الفنون ونيلها |
|
رداء شبابي والجنون فنؤن |
فحين تعاطيت الفنون وخطها |
|
تبين لي ان الفنون جنون |
فقدم الجنون اولا وجعل مبتدء واخر فنون وجعل خبرا ثم عكس فقدم الفنون وآخر جنون على العكس مما ذكر.
(ومنه اي من المعنوي الرجوع وهو العؤد الى الكلام السابق بالنقض اي بنقضه) اي بنقض الكلام السابق (وابطاله لنكتة كقوله اي قول زهير) :
قف بالديار التي لم يعفها القدم |
|
بلى وغيرها الارواح والديم |
(بدء الكلام السابق على ان تطاول الزمان وتقادم العهد لم يعف الديار ثم عاد اليه) اي الى الكلام السابق (ونقضه وابطله (بانه قد غيرها الرياح والامطار) وهذا العود والنقض (لنكتة وهو) اي النكتة (اظهار الكآبة والحزن والحيرة والدهش) اي ذهاب العقل (حتى كأنه اخبر اولا بما لا تحقق له) أي فكأنه اخبر بغير الواقع حقيقة (ثم رجع اليه عقله وافاق) من الدهشة (بعض الافاقة فتدارك) غلطه في هذا الاخبار (فنقض) وابطل (كلامه السابق) حال كونه (قائلا بل عفاها القدم وغيرها الارواح والديم) فائدة اعلم ان تعبير التفتازاني بالرياح بالياء من الاغلاط على ما ذكره في المصباح وهذا نصه الريح الهواء المسخر بين السماء والارض واصلها الواو بدليل تصغيرها على رويحة لكن قلبت ياء لانكسارها ما قبلها والجمع ارواح ورياح وبعضهم يقول ارياح بالياء على لفظ الواحد وغلطه ابو حاتم قال وسئلته عن ذلك فقال الا تراهم