قالوا رياح بالياء على لفظ الواحد قال فقلت له انما قالوا رياح بالياء للكسرة هي غير موجود في ارياح فسلم ذلك انتهى.
(ومثله فاف لهذا الدهر لا بل لاهله) والشاهد فيه الرجوع لان الشاعر أظهر الضجرة والكراهة من الدهر أولا ثم عاد اليه فأظهر الضجرة والكراهة من اهله لعلمه بان الذنب لهم لاله.
(ومنه اي من المعنوي التورية ويسمى الايهام ايضا وهو ان يطلق لفظ له معنيان) او اكثر سواء كانا حقيقيين او مجازيين او احدهما حقيقيا والاخر مجازيا لا يعتبر بينهما لزوم وانتقال من احدهما الى الآخر وبهذا تتمتاز التورية عن المجاز والكناية ويعلم ان التورية ليست من ايراد المعنى الواحد بطرق مختلفة في الوضوح والخفا حتى تكؤن من علم البيان فتدبر.
(قريب) الى الفهم لكثرة استعمال اللفظ فيه (وبعيد) عن الفهم لقلة استعمال اللفظ فيه فكان المعنى القريب ساتر للبعيد والبعيد مورى ومستور تحته وبه صارت التورية من المحسنات المعنوية فان ارادة المعنى المقصود تحت الستر كالصورة الحسنة ولو كان المعنيان متساويين في الفهم لم يكن تورية بل اجمالا.
(ويراد البعيد اعتمادا على قرينة خفية) وانما اشترط الخفاء لاجل أن يذهب الوهم قبل التأمل الى ارادة المعنى القريب فلو كانت القرينة واضحة لم يكن اللفظ تورية لعدم ستر المعنى القريب للبعيد ولكن لا يشترط ان يكون خفاء القرينة بالنسبة الى المخاطب بل يكفي ولو باعتبار السامعين فلا يرد ان القرينة في الاية الآتية واضحة للنبي وآله (ع) فتأمل فانه دقيق واما اذا لم يكن هناك قرينة اصلا فلم يفهم حينئذ