(أو) تلك الملائمة (بلفظ بعده) اي بعد المعنى القريب الذي ورى بسببه عن المعنى المراد (كقول القاضي ابي الفضل عياض يصف ربيعا باردا) مع ان شأن فصل الربيع الذي اوله الحمل الدفء وعدم البرودة
كان كانون اهدى من ملابسه |
|
لشهر تموز انواعا من الحلل |
أو الغزالة من طول المدى خرفت |
|
فما تفرق بين الجدى والجمل |
كانون وتموز شهران روميان يقع الاول في الشتاء والثاني في الصيف والشاهد في الغزالة (يعني كان الشمس من كبرها وطول مدتها صارت خرفة) اي (قليل العقل فنزلت في برج الجدي) الذي هو أول اشهر الشتاء (في اوان الحلول ببرج الحمل) الذي هو اول اشهر الربيع وأما الشاهد فانه (اراد بالغزالة معناها البعيد اعني الشمس وقد قرن بها ما يلائم المعنى القريب الذي ليس بمراد اعني الرشا) قال في المصباح الرشا مهموز ولد الظبية اذا تحرك ومشى وهو الغزال والجمع ارشاء مثل سبب وأسباب (حيث ذكر الخرافة) بعد الغزالة والخزافة كما تقدم قلة العقل وفساده للكبر وكثرة العمز وهو يناسب الحيوان لا الجزم السماوي المعروف.
والحاصل أن التورية في الغزالة مرشحة بسبب ذكر الخرافة الملائمة لمعناها القريب بعدها (وكذا ذكر الجدي والحمل) فأنهما ايضا يلائمان لمعناها القريب لأن الاول معناه القريب ولد العنز والثاني معناه القريب ولد الضان وهما يناسبان لولد الظبية وقد ذكرا بعدها وأنت بعد التأمل الصادق تعرف أن الجدي والحمل أيضا تورية مرشحة فأن المراد بهما ههنا معناهما البعيد أعني البرجين المعروفين من بروج السنة غاية الأمر فأنه ذكر الملائم لمعناهما القريب قبلهما وهو الغزالة فالتورية من قبيل الضرب الاول من