قسمي المرشحة فعلى ما ذكرنا لا يخفى عليك ما في قوله (وقد يكون كل من التوريتين ترشيحا للأخرى) فأنه مشعر بأن ليس في قول عياض كل من التوريتين ترشيحا للآخر وليس كذلك لما بيناه فهو أيضا (كبيت السقط).
إذا صدق الجد افترى العم للفتى |
|
مكارم لا تخفى وان كذب الخال |
وفي بعض النسخ لا تكرى أي لا تنام وعليه بنى المغنى في الشواهد فلكل من الجد والعم والخال معنيان قريب وبعيد أما القريب فظاهر وأما البعيد فهو ما ذكره التفتازاني بقوله (أراد بالجد الحظ) يعني البخت وهذا المعنى هو المراد بقوله تعالى (وَأَنَّهُ تَعالى جَدُّ رَبِّنا مَا اتَّخَذَ صاحِبَةً وَلا وَلَداً) (وبالعم الجماعة من الناس وبالخال) القوة (المخيلة) أو العلامة فكل واحد من هذه الالفاظ الثلاثة تورية مرشحة للآخر والبيان هو البيان في قول عياض فلا فرق بين البيتين من حيث الشاهد.
(فأن قلت) حاصلة كما يأتي ان جعل قوله تعالى (وَالسَّماءَ بَنَيْناها بِأَيْدٍ) من التورية المرشحة غير مطابق لما عليه المحققون (قد ذكر صاحب الكشاف في قوله تعالى (الرَّحْمنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوى) انه تمثيل) وتصوير لعظمته جل جلاله (لأنه لما كان الاستواء على العرش وهو سرير الملك) بضم الميم أي السلطنة والغلبة (مما يرادف الملك) بضم الميم كذلك جعلوه) أي جعلو الاستواء على العرش (كناية عن الملك) أي السلطنة والغلبة.
والحاصل أن الملك والسلطنة لازم والاستقرار على العرش وهو سرير الملك ملزوم فأطلق الملزوم وأريد اللازم (ولما أمتنع ههنا) أي في (عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوى) (المعنى الحقيقي) لاستحالة الاستقرار والجلوس عليه تعالى وتقدس (صار مجازا) فهو استعارة تمثيلية حيث شبهت الهيئة الحاصلة