منشورا لأن المنشور تبينت باطنه فتأمل جيدا.
فأن قلت ان الظاهر من الآية الكريمة وجود التعيين لفظا فيما سمي نشر أو ذلك لأن الضمير المجرور في لتسكنوا فيه عائد الى الليل واقعا فقد تعين ما يعود اليه السكون وليست من قبيل قولنا رأيت الشخصين ضاحكا وعابسة لان التأنيث عارض للفظ فصار قرنية واللفظ في نفسه محتمل بخلاف الضمير في الآية الكريمة فلا تكون من هذا الباب لأنه اشترط فيه عدم التعيين :
قلنا ان المراد بعدم التعيين كون اللفظ بحسب ظاهره محتملا والضمير في نفسه وبظاهره يحتمل الليل والنهار ولا اختصاص له بأحدهما وان كان مصداقه في الواقع ونفس الامر الليل وليس المراد بعدم التتعيين عدم التعيين واقعا اذ لا معنى له لانه لو اريد به ذلك لم يتحقق لف ونشر ابدا لتبين المراد في الواقع بكل نشر.
(و) الوجه (الثاني وهو ان يكون ذكر المتعدد على سبيل الاجمال نحو قوله تعالى (وَقالُوا لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ كانَ هُوداً أَوْ نَصارى)) وإنما أفرد اسم كان وهو الضمير المستتر فيها وجمع خبرها مراعاة للفظ من ومعناه قال في المصباح هود اسم نبي عليهالسلام عربي ولهذا ينصرف وهاد الرجل هوذا اذا رجع فهو هائد والجمع هود مثل بازل وبزل وسمي بالجمع وبالمضارع انتهى.
فتحصل من كلامه ان اهل التوراة لهم اسمان أحدهما هود وهو جمع هائد والآخر يهود وهو مضارع هاد وقال أيضا ويقال هم يهود غير منصرف للعلمية ووزن الفعل ويجوز دخول الالف واللام فيقال اليهود وعلى هذا فلا يمتنع التنوين لانه نقل عن وزن الفعل الى باب الاسماء