طلبت بيضة الهدى منه صوتا |
|
بأبي طالب ترقى ذراها |
وحمى شعبة الرسالة لما |
|
قام في حفظها فكان وقاها |
وازر المصطفى بقول وفعل |
|
وقريش من أجله عاداها (١٥٥) |
كان للدين حاميا وظهيرا |
|
دونه كل نكبة يلقاها |
هو ربى لأحمد خير نفس |
|
في حماه يتيمة آواها |
لم يزل كافلا له في القضايا |
|
وهو في حي قومه أقضاها |
وإلى الهجرة استعد غداة |
|
الموت حوباء عمه وافاها |
أظهرت كيدها له العرب حقدا |
|
يوم غاب الهزبرعن مثواها (١٦٠) |
ليت شعري هذا الذي ناطح |
|
الشهب بمجد جلا على شعراها |
لم تمت نفسه على الكفر كلا |
|
ومن الغي والشقا حاشاها |
كان للمصطفى معينا على |
|
الأوثان حقا يريد هدم بناها |
عظم الله في قصائده الغر |
|
وأبدى على النبي ثناها |
ورأى دين أحمد خير دين |
|
وجميع الأديان مقتا قلاها (١٦٥) |
كيف يبقى غدا بضحضاح نار |
|
ومساعيه كان هذا جزاها (٦) |
__________________
(٥) وله أيضا قصيدة أخرى يمدح بها والد الإمام أمير المؤمنين ـ عليهماالسلام ـ ، ذكرها العلامة النقدي ـ رحمهالله ـ في آخر (زهرة الأدباء في شرح لامية شيخ البطحاء) ص ٤٥ ، ط. النجف ، قال : وللفاضل الأديب الطائر الصيت الشيخ عبد الحسين الحويزي ... أولها :
توارى محيا الشمس منك بحاجب |
|
حياء وخوف الفتك من قوس حاجب |
(٦) إشارة إلى رواية مدسوسة وضعها أعداء الإمام أمير المؤمنين ـ عليهالسلام ـ في ذم والده شيخ الأباطح ، من أنه في ضحضاع من نار يغلي دماغه ، ويرد على هذه الفرية الإمام الخامس باقر العلوم ـ عليهالسلام ـ كما يحدثنا ابن أبي الحديد في شرحه على النهج ج ٣ ص ٣١١ سئل عما يقول الناس أن أبا طالب ... فقال : لو وضع إيمان أبي طالب في كفة ميزان وإيمان هذا الخلق في الكفة الأخرى لرجح إيمانه ...
ويقول ابن الأثير في (جامع الأصول) عند ذكر أعمام النبي ـ صلىاللهعليهوآله ـ : ما أسلم منهم غير حمزة والعباس وأبي طالب عند أهل البيت.