تخالف الاجماع يقرأ بها ، فصنف أبو بكر ابن الأنباري وغيره كتبا في الرد عليه.
وقال إسماعيل الخطبي في كتاب التاريخ : اشتهر ببغداد أمر رجل يعرف بابن شنبوذ ، يقرئ الناس ويقرأ في المحراب بحروف يخالف فيها المصحف مما يروى عن عبد الله بن مسعود وأبي بن كعب وغيرهما مما كان يقرأ به قبل جمع المصحف الذي جمع عثمان بن عفان ، ويتتبع الشواذ فيقرأ بها ويجادل حتى عظم أمره وفحش وأنكره الناس ، فوجه السلطان فقبض عليه ... وأحضر القضاة والفقهاء والقراء ... وأشاروا بعقوبته ومعاملته بما يضطره إلى الرجوع ، فأمر بتجريده وإقامته بين الهبازين وضربه بالدرة على قفاه ، فضرب نحو العشرة ضربا شديدا ، فلم يصبر واستغاث وأذعن بالرجوع والتوبة فخلي عنه وأعيدت عليه ثيابه واستتيب ، وكتب عليه كتاب بتوبته وأخذ فيه خطه بالتوبة» (٩٢).
نكتفي بهذا القدر من قضية هذا الرجل وما لاقاه من السلطان بأمر الفقهاء والقضاة ..!! ونتسأل : أهكذا يفعل بمن تبع الصحابة في إصرارهم على قراءاتهم حسبما يروي أهل السنة عنهم في أصح أسفارهم؟!
كلمة لا بد منها :
وهنا كلمة قصيرة لا بد منها وهي : أن شيئا من هذه السفاسف التي رواها القوم عن صحابتهم ـ الذين يعتقدون بهم بأصح أسانيدهم ، فاضطروا إلى حملها على النسخ ظنا منهم بأنه طريق الجمع بين صيانة القرآن عن التحريف وصيانة الصحاح ورجالها وسائر علمائهم ومحدثيهم عن رواية الأباطيل ... ـ غير منقول عن مولانا وسيدنا الإمام أمير المؤمنين ـ عليهالسلام ـ ولا عن أبنائه الأئمة الأطهار ، وغير وارد في شئ من كتب شيعتهم الأبرار.
__________________
(٩٢) تاريخ بغداد ١ : ٢٨٠ ، وفيات الأعيان ٣ : ٣٢٦ ، وقد ذكر ابن شامة القصة في المرشد الوجيز : ١٨٧ وكأنه يستنكر ما قوبل به الرجل ..!!.