فإني قد أحصيت الموارد التي أشار في الهامش إلى أنه لم يهتد إلى معرفتها أو معرفة مظانها فبلغت ٥٩ موردا مع أنها موجودة في مظانها وتحتاج إلى قليل من الجهد للعثور عليها ، ولكني أود أن أشير إلى أن الرازي هذا هو من الشهرة بمكان بحيث لا يجهله من كان له أدنى مطالعة حتى تلاميذ المدارس فضلا عمن يعمل في حق التحقيق والتأليف! والرازي قد ترجم له كثيرون ، ويكفي أن يرجع الإنسان إلى كتاب معجم المؤلفين ١١ / ٧٩ ليقف على أكثر من أربعين مصدرا قد ترجم لفخر الدين الرازي.
وهنا ـ للاختصار ـ أنقل ما ذكره ابن خلكان فقط ، فإنه قال في كتابه وفيات الأعيان ٤ / ٢٤٨ : أبو عبد الله محمد بن عمر بن الحسين بن الحسن بن علي التيمي البكري الطبرستاني الأصل الرازي المولد ، الملقب فخر الدين ، المعروف بابن الخطيب ، الفقيه الشافعي ، فريد عصره ، ونسيج وحده ، فاق أهل زمانه في علم الكلام والمعقولات وعلم الأوائل ، له التصانيف المفيدة في فنون عديدة منها تفسير القرآن الكريم جمع فيه كل غريب وغريبة.
٢٢ ـ قال المصنف في الصفحة ١٠٩ : «إذ النبي ـ صلىاللهعليهوآله ـ قال : بروا أولادكم بحب علي».
وقال الدكتور المحقق في الهامش : «في ط : بوروا» ثم قال : «لم أهتد إلى تخريج الحديث».
أقول : والعجب أن يصبح الصحيح غلطا والغلط صحيحا بسبب عدم فهم كلمة ، أو لعدم التمكن من قراءتها بصورة صحيحة ، وإلا فالحديث مشهور منقول فأبدل المحقق كلمة «بوروا» إلى «بروا» وجزاه الله خيرا حيث أشار في الهامش إلى الصحيح!
والحديث قد ورد في عدة مصادر منها : النهاية لابن الأثير ١ / ١٦١ مادة (بور) قال : ومنه الحديث «كنا نبور أولادنا بحب علي ـ رضياللهعنه ـ» أي نمتحن.