بلعجلان (١) ووجهه أنه لما التقت النون من بني مع لام التعريف في العنبر واتفق في هذه الّلام أنّها ظاهرة في اللّفظ لأنّها لا تدغم في العين فلم يمكن إدغام النون فيها لسكونها فحذفت النون تخفيفا لكثرة لام التعريف في كلامهم بقي : بلعنبر ، فأمّا إذا لم تظهر لام التعريف في اللفظ حيث كان بعدها مما تدغم فيه نحو : بني الصّيد (٢) ، وبني النّجار (٣) وبني النّمر (٤) ، فإنّهم لا يحذفون النون لأنّهم لو حذفوها لجمعوا على الكلمة إعلالين : حذف النون وإدغام اللّام (٥).
ومنها : أنّهم قالوا : نزل بنو فلان علماء أي على الماء فحذفو ألف على لسكونها وسكون لام التعريف ، فالتقت لام على ، ولام التعريف ولم يمكن الإدغام في لام التعريف لسكونها ، فحذفت لام على بقي : علماء (٦) قال قطريّ بن الفجاءة : (٧)
لعمرك إني في الحياة لزاهد |
|
وفي العيش ما لم ألق أمّ حكيم |
فلو شهدتني يوم دولاب أبصرت |
|
طعان فتى في الحرب غير ذميم |
غداة طفت علماء بكر بن وائل |
|
وعاجت صدور الخيل شطر تميم |
الشاهد فيه قوله : علماء بكر بن وائل ، وإذا كانوا قد حذفوا مع إمكان الإدغام نحو حذفهم التّاء الأولى المدغمة في يتّسع ويتّقى فقالوا / يتسع ويتقي بالتخفيف كراهة التضعيف ، فالحذف في علماء أولى لتعذّر الإدغام (٨) كما تقدّم وهذا آخر ما
__________________
(١) حي من أحياء العرب. اللسان ، عجل.
(٢) لعلهم بنو الصيداء بطن من أسد اللسان ، والقاموس المحيط ، صيد.
(٣) قبيلة من العرب هم الأنصار ، اللسان ، نجر.
(٤) نسبة إلى نمر بن قاسط بن ربيعة ، اللسان ، نمر.
(٥) الكتاب ، ٤ / ٤٨٤ والممتع ، ٢ / ٧١٧ ـ ٧١٨.
(٦) الكتاب ، ٤ / ٤٨٥ وشرح المفصل ، ١٠ / ٥.
(٧) الأبيات الثلاثة لقطريّ بن الفجاءة من رؤوساء الخوارج (الأزارقة) كان خطيبا فارسا شاعرا استفحل أمره في زمن مصعب بن الزبير وبقي ثلاث عشر سنة يقاتل حتى توفي سنة ٧٨ ه. ترجمته في سير أعلام النبلاء ، ٤ / ١٥١ والأعلام ، ٦ / ٤٦ وقد وردت الأبيات منسوبة له في الكامل ، ٣ / ٢٩٧ ـ ١٥٨ وورد البيت الأول منسوبا له في المنصف ، ١ / ٢٤ وشرح الشواهد الشافية ، ٤ / ٤٩٩ ووردت الأبيات من غير نسبة في شرح الشافية ، للجاربردي ، ١ / ٣٥٩ وورد البيت الأخير من غير نسبة في أسرار العربية ، ٤٢٩ وشرح المفصل ، ١٠ / ١٥٤ ـ ١٥٥.
(٨) الكتاب ، ٤ / ٤٨٣ ـ ٤٨٥.