ومنه : أنّهم نقصوا الألف من ثمنية وثلث وثلثين ، اختصارا لكثرته (١).
ومنه : أنّهم نقصوا الألف أيضا من نحو : الرّجل والدّار (٢) ، إذا دخلت عليهما لام الابتداء أو لام الجرّ ، فقالوا : للرّجل خير من الإمرأة (٣) وللدّار الآخرة خير من الأولى ، وهذا السيف للرّجل ، وهذه الحصير للدّار ، وإنّما نقصوا الألف من ذلك وكان القياس إثباتها ، لأنّها مثل قولك : بالرّجل وكالرّجل ، لئلا يلتبس بالنفي ، لأنّه لو كتبت الألف مع لام الابتداء أو لام الجر لصارت صورتها صورة «لا» بعدها صورة لرجل ، فكان صار : لا لرجل ، بخلاف قولك : بالرجل وكالرجل فإنه لا يلبس بالنفي (٤).
ومنه : أنّهم نقصوا الألف واللّام معا فيما أوله لام (٥) نحو : اللّحم واللّبن إذا دخلت عليه / لام الجرّ أو لام الابتداء نحو قولك : للّحم وللّبن أمّا حذف الألف فلما ذكر في الرجل والدار ، أعني لئلّا يلبس بالنفي ، وأمّا حذف اللّام فلئلا تجتمع ثلاث لامات ؛ لام الجر أو لام الابتداء ، ولام التعريف ، واللّام التي هي فاء الكلمة الدّاخلة عليها لام التعريف (٦).
ومنه : أنّهم نقصوا ألف الوصل في الاستفهام (٧) من نحو : أبنك بارّ و (أصطفى البنات)(٨) إذا استفهمت عنهما ، وكان القياس إثباتها ، لأنّ دخول الحرف على الاسم إذا كان أوله ألف وصل لا يوجب حذفها ، كقولك : مررت بابنك وهذا السّيف لابنك ، فإنّك تكتب ألف الوصل مع الحرف المتصل بها ، فكذلك كان ينبغي أن تكتب مع همزة الاستفهام ، ولكن حذفوا ألف الوصل كراهة لصورة الألفين في أول الكلمة مع وجوب حذفها لفظا (٩) ، وقد جاء في الاسم المعرّف باللّام إذا دخل عليه حرف
__________________
(١) الشافية ، ٥٥٦.
(٢) الشافية ، ٥٥٦.
(٣) كذا في الأصل وفي اللسان ، مرأ «إذا عرّفوها قالوا : المرأة ، وقد حكى أبو علي : الإمرأة».
(٤) شرح الشافية للجاربردي ، ١ / ٣٨٢.
(٥) الشافية ، ٥٥٥.
(٦) شرح الشافية للجاربردي ، ١ / ٣٨٢ والتشابه واضح مع تصرف يسير.
(٧) الشافية ، ٥٥٥ ـ ٥٥٦.
(٨) من الآية ، ١٥٣ من سورة الصافات.
(٩) أدب الكاتب ، ١٨٧ والمساعد ، ٤ / ٣٦٠.