وأيام لنا غر طوال |
|
عصينا الملك فيها أن ندينا |
ولم يقل في الليالي ذلك ، بل يذكرون الليل عند خلوهم إلى الشهوات ولذات النفوس بالأشعار اللينة.
ومن استثقالهم الليل وبغضهم له قوله :
أليلتنا بذي حسم أنيري |
|
إذا أنت انقضيت فلا تحوري |
قال صاحب الليل :
قد تقدم في الليل ، وأن ذوي الرأي يبيتون فيه ما يرومونه.
وبعد فإن أحمد بن علي النقاد (٧١) ، حدثني عن أبي إسحاق إبراهيم بن إسحاق الحربي (٧٢) قال : كان شعراء الجاهلية وغير شعرائهم إذا جاءهم الأمر بغتة نسبوا ذلك إلى الليل ، فكان من حديث الصحيفة التي كتبتها قريش على
__________________
في شمالي جزيرة العرب في بلاد ربيعة ، كان من الفتاك الشجعان وهو الذي قتل الملك عمرو بن هند ، وهو من أصحاب المعلقات ، والبيت المذكور أعلاه من معلقته التي مطلعها : ساد قومه وهو فتى ، وعمر طويلا ، مات في الجزيرة الفراتية.
«الأغاني ١١ : ٥٢ ، خزانة الأدب ١ : ٥١٩ ، الأعلام ٥ : ٨٤».
(٧١) من مشايخ ابن فارس ، روى عنه في كتابه «الصاحبي» قال : «وسمعت أبا بكر بن علي بن إسماعيل الناقد» وكذلك في «مجمل اللغة» مادة (بكر) ، قال : وأخبرني أحمد بن علي ، قال : حدثنا أبو إسحاق الحربي ، قال : حدثنا ابن عائشة ، عن أبيه ، عن جده ، قال : كانت ضربات علي بن أبي طالب عليهالسلام أبكارا ، كان إذا اعتلى قد ، وإذا اعترض قط».
أنظر : «مجمل اللغة ١ : ٧١ ، ١٣٣».
(٧٢) إبراهيم بن إسحاق بن إبراهيم بن بشرين عبد الله بن ديسم ، أبو إسحاق الحربي : عالم فاضل لغوي محدث ، كان إماما في العلم ورأسا في الزهد ، عارفا بالفقه بصيرا بالأحكام حافظا للحديث قيما بالأدب جماعا للغة ، صنف كتبا كثيرة منها «غريب الحديث» ولد سنة ١٩٨ وتوفي في بغداد سنة ٢٨٥ ه.
«تاريخ بغداد ٦ : ٢٧ ، الأنساب ٤ : ٠٠١ ، معجم الأدباء ١ : ١١٢ ، معجم البلدان ٢ : ٢٣٧ ، فوات الوفيات ١ : ١٤ / ٢ ، تذكرة الحفاظ ٢ : ٥٨٤ ، بغية الوعاة ١ : ٤٠٨ / ٨١٥ ، شذرات الذهب ٢ ٦ ١٩٠ ، مرآة الجنان ٢ : ٢٠٩ ، الكنى والألقاب ٢ : ١٥٧».