وحذيفة بن أسيد وخزيمة بن ثابت وزيد بن ثابت وسهل بن سعد وضمرة الأسلمي وعامر بن ليلى الغفاري وعبد الرحمن بن عوف وعبد الله بن عباس وعبد الله بن عمر وعبد الله بن حنطب وعدي بن حاتم وعقبة بن عامر وأبو ذر وأبو رافع وأبو شريح الخزاعي وأبو قدامة الأنصاري وأبو هريرة وأبو الهيثم بن التيهان وأم سلمة وابن امرأة زيد بن أرقم وأم هانئ ، ورجال من قريش.
فالنبي صلىاللهعليهوآله لما أحس بقرب أجله أوصى أمته بأهم الأمور لديه وأعزها عليه ، وهما ثقلاه وخليفتاه ـ كما في بعض نصوصه ـ ، وحث على التمسك بهما واتباعهما وحذر من تركهما والتخلف عنهما.
وكان ذلك منه صلىاللهعليهوآله في مواقف مشهودة ، فأعلنها صرخة مدوية كلما وجد تجمعا من الأمة ومحتشدا من الصحابة ليبلغوه من وراءهم وينقلوه إلى من بعدهم ، وقد صدع بها صلىاللهعليهوآله في ملأ من الناس أربع مرات :
١ ـ موقف يوم عرفة.
٢ ـ موقف يوم غدير خم بالجحفة.
٣ ـ موقف في المسجد بالمدينة.
٤ ـ موقف في مرضه في الحجرة عندما رآها امتلأت من الناس.
والموقفان الأول والثاني هما أكبر تجمع للأمة في عهده صلىاللهعليهوآله فاستغلهما فرصة مؤاتية ، فعهد إلى أمته عهده وأوصاهم بأهم ما كان معتلجا في صدره ، وهو نصب علي عليهالسلام خليفة من بعده ، والحث على التمسك بالقرآن والعترة ، وصرح بأن ذلك مدار الهداية والضلالة من بعده ، وكانت الفترة الزمنية لكل هذه المواقف الأربعة أقل من تسعين يوما ، فتراه كرر الأمر عليهم في ثلاثة أشهر أربع مرات وهو دليل شدة اهتمامه صلىاللهعليهوآله بهذا الأمر المصيري ، وشغل باله صلىاللهعليهوآله من حين حج الناس ورآهم ملتفين حوله إلى آخر لحظة من حياته صلىاللهعليهوآله.
وجاء في نهاية كثير من نصوصه : (فانظروا كيف تخلفوني فيهما).