فمثال حذفهما : «أعلمت وأعطيت» ومنه قوله تعالى : (فَأَمَّا مَنْ أَعْطى وَاتَّقى)(١).
ومثال حذف الثاني وإبقاء الأول : «أعلمت زيدا ، وأعطيت زيدا» ومنه قوله تعالى : (وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضى)(٢).
ومثال حذف الأوّل وإبقاء الثاني نحو : «أعلمت الحقّ ، وأعطيت درهما» ، ومنه قوله تعالى : (حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صاغِرُونَ)(٣) ، وهذا معنى قوله : «والثاني منهما ... إلى آخر البيت» (٤).
* * *
ما يعمل عمل «أعلم وأرى» :
وك : «أرى» السّابق : «نبّا ، أخبرا |
|
حدّث أنبأ» كذاك : «خبّرا» (٥) |
__________________
(١) من قوله تعالى : (فَأَمَّا مَنْ أَعْطى وَاتَّقى ، وَصَدَّقَ بِالْحُسْنى ، فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرى) الليل (٥ ـ ٧)
والشاهد : حذف المفعولين من أعطى.
(٢) الضحى (٥).
(٣) من قوله تعالى : «قاتِلُوا الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَلا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ ، وَلا يُحَرِّمُونَ ما حَرَّمَ اللهُ وَرَسُولُهُ ، وَلا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ ، حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صاغِرُونَ». التوبة (٣٠)
والشاهد : حذف المفعول الأول ليعطوا وإبقاء الثاني والتقدير : حتى يعطوكم الجزية.
(٤) استثنى أكثر النحاة من إطلاق التشابه التعليق ، فكسا وبابه لا يعلق عن العمل في لفظ المفعول الثاني ، أما «أرى وأعلم» فيعلقان ، لأن علم قلبية ، وأرى ـ وإن كانت بصرية ـ حملت على القلبية في ذلك ، ومثالها قوله تعالى : «وَإِذْ قالَ إِبْراهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِ الْمَوْتى».
(٥) كأرى (قصد اللفظ) : جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر مقدم ، نبا : (قصد لفظه : مبتدأ مؤخر ، وما بعده معطوف عليه بحرف عطف محذوف ، كذاك خبرا : خبر مقدم ومبتدأ.