٥ ـ و «خبّر» كقولك : «خبّرت زيدا عمرا غائبا» ، ومنه قوله :
١٤٢ ـ وخبّرت سوداء الغميم مريضة |
|
فأقبلت من أهلي بمصر أعودها (١) |
وإنما قال المصنف : «وكأرى السابق» لأنه تقدم في هذا الباب أن «أرى» تارة تتعدى إلى ثلاثة مفاعيل ، وتارة تتعدى إلى اثنين ، وكان قد ذكر أولا «أرى» المتعدية إلى ثلاثة ، فنبّه على أن هذه الأفعال الخمسة مثل «أرى» السابقة ، وهي المتعدية إلى ثلاثة ، لا مثل «أرى» المتأخرة وهي المتعدية إلى اثنين.
__________________
(١) البيت للعوام بن عقبة بن كعب بن زهير ، الغميم : اسم موضع كانت تنزل به هذه المرأة فعرفت به واسمها ليلى (الغميم : بفتح الغين) ، وقد كان الشاعر خرج إلى مصر مع أهله ، فسمع بمرضها ـ وكانا متحابّين ـ فترك أهله وعاد إليها يعودها.
الإعراب : خبرت : فعل ماض ونائب فاعل وهو المفعول الأول ، سوداء : مفعول به ثان ، الغميم : مضاف إليه مجرور ، مريضة : مفعول به ثالث ، فأقبلت : الفاء : عاطفة ، أقبلت : فعل وفاعل ، من : حرف جر متعلق بأقبلت ، أهلي : مجرور بمن بالكسرة المقدرة على ما قبل ياء المتكلم ، والياء : في محل جر بالإضافة ، بمصر : الباء : حرف جر متعلق بحال محذوفة من أهلي (أو بصفة) ، مصر : مجرور بمن بالفتحة نيابة عن الكسرة لأنه ممنوع من الصرف للعلمية والتأنيث ، أعودها : أعود : فعل مضارع ، والفاعل : أنا. وها : في محل نصب مفعول به. والجملة : حالية في محل نصب.
الشاهد فيه : قوله : «خبرت سوداء الغميم مريضة» فقد أعمل «خبر» في مفاعيل ثلاثة. ويلاحظ أن الأكثر في نبأ وما بعدها أن تستعمل مبنيّة للمجهول.