الثاني : ما ورد به السمع ، ولكن إطلاقه في غير مورده يوهم النقص ، فلا يجوز ، كأن يقول. يا ماكر ويا مستهزئ ، أو يحلف به.
قال الشهيد رحمهالله في قواعده : ومنع بعضهم أن يقول : «اللهم امكر بفلان» وقد ورد في دعوات المصباح : «اللهم استهزئ به ولا تستهزئ بي».
الثالث : ما خلا عن الايهام ، إلا أنه لم يرد به السمع " كالنجي ، والأريحي.
قال الشهيد رحمهالله. والأولى التوقف عما لم يثبت التسمية به ، وإن جاز أن يطلق معناه عليه (٢١٧).
إذا عرفت ذلك ، فنقول :
قال الشيخ نصير الدين أبو جعفر محمد بن الحسن الطوسي ـ قدس الله سره ـ في فصوله.
كل اسم يليق بجلاله ، ويناسب كماله مما لم يرد به إذن يجوز إطلاقه عليه تعالى ، إلا أنه ليس من الأدب ، لجواز أن لا يناسبه تعالى من وجه آخر (٢١٨).
قلت : فعنده يجوز أن يطلق عليه الجوهر لأن الجوهر قائم بذاته ، غير مفتقر إلى الغير ، والله تعالى كذلك.
وقال الشيخ علي بن يوسف بن عبد الجليل في كتابه «منتهى السؤول» : لا يجوز أن يطلق على الواجب تعالى صفة لم يرد في الشرع المطهر إطلاقها عليه ، وإن صح اتصافه بها معنى ، كالجوهر مثلا ، بمعنى القائم بذاته ، لجواز أن يكون في ذلك مفسدة خفية لا نعلمها ، فإنه لا يكفي في إطلاق الصفة على الموصوف ثبوت معناها له ، فإن لفظتي. «عز» و «جزل» لا يجوز إطلاقهما على النبي صلىاللهعليهوآله وإن كان عزيزا جليلا في قومه ، لأنهما يختصان بالله ـ تعالى ، ولولا عناية الله ورأفته بعباده ، في
__________________
(٢١٧) القواعد والفوائد ٢ / ١٧٦ ـ ١٧٨.
(٢١٨) الفصول النصيرية : ١٧ ـ ١٨.