عليل بالطائف في العلة التي توفي فيها ونحن زهاء (رهطا ن خ) ثلاثين رجلا من شيوخ الطائف وقد ضعف ، فسلّمنا عليه وجلسنا ، فقال لي : يا عطاء من القوم؟ قلت : يا سيدي هم شيوخ هذا البلد ، منهم عبد الله بن سلمة بن حضرم (حضرمي خ ل) الطائفي وعمارة بن أبي الأجلح وثابت بن مالك ، فما زلت أعدّ له واحدا بعد واحد ثمّ تقدّموا إليه فقالوا : يا بن عمّ رسول الله إنّك رأيت رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وسمعت منه ما سمعت ، فأخبرنا عن اختلاف هذه الامة فقوم (قد خ ل) قدّموا عليّا عليهالسلام على غيره وقوم جعلوه بعد ثلاثة ، قال : فتنفّس ابن عباس وقال : سمعت رسول الله يقول : علي مع الحقّ والحقّ معه (مع علي خ ل) وهو الإمام والخليفة من بعدي فمن تمسّك به فاز ونجا ، ومن تخلّف عنه ضلّ وغوى. يلي تكفيني وغسلي (بلى يكفّنني ويغسلني خ ل) ويقضي ديني وأبو سبطيّ الحسن والحسين ، ومن صلب الحسين تخرج الائمّة التسعة ، ومنّا مهديّ هذه الامة.
فقال له عبد الله بن سلمة الحضرمي : يا بن عمّ رسول الله فهلّا كنت تعرّفنا قبل هذا؟ فقال : قد والله أدّيت ما سمعت ونصحت لكم ولكن لا تحبّون الناصحين ، ثم قال : اتقوا الله عباد الله تقية من اعتبر تمهيدا (بهذا خ ل) واتقى في وجل وكمش في مهل (وهل خ ل) ورغب في طلب ورهب في هرب ، فاعملوا لآخرتكم قبل حلول آجالكم وتمسّكوا بالعروة الوثقى من عترة نبيّكم ، فإنّي سمعته صلىاللهعليهوآلهوسلم يقول : من تمسّك بعترتي من بعدي كان من الفائزين ، ثم بكى بكاء شديدا ، فقال له القوم : أتبكي ومكانك من رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم مكانك؟ فقال لي : يا عطاء إنّما أبكي لخصلتين ، هول المطلع وفراق الأحبّة.
ثم تفرّق القوم (عنه خ ل) فقال لي : يا عطاء خذ بيدي واحملني الى