والأرض ، فاقتطفوا من أزهارها الجميلة البهية وأثمارها الشهية الروحانية ، وخذوا من هذا التراث الإسلامي ما به حياة روحكم وإصابة نظركم وسلامة فكركم ونظام معاشكم ودينكم ودنياكم ولا تبتغوا له بدلا ، وكونوا من تلامذة مدرسة الحديث وخرّيجى مدرسة الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم ، ومدرسة أهل بيته والأئمة الصادقين من عترته عليهمالسلام. قال الله تعالى :
(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ) (١).
أحاديث الخلفاء الاثنى عشر
من الأحاديث التي تطلب إلمام كل باحث بالنظر فيها ودراسة ما قصد منها ، بل مما يجب على كل مسلم أن يقف عندها ولا يتجاوزها حتى يدرك مغزاها ويعرف مؤدّاها ، الأحاديث المتواترة التي تنصّ على عدد الخلفاء والأئمّة ومن يملك أمر هذه الأمّة ، فإنّها لم تصدر من النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، لمجرد الحكاية والإخبار بأمر من الأمور المستقبلة بل لأنّها أمر ديني تجب معرفته والعقيدة به فهى جمل إنشائية أمرية حكمية وان كان تركيبها جملا خبريه ، وهي نصوص على شخصيات ممتازة فذّة لا يوجد لهم مثيل وبديل في الأمّة وهم اثنا عشر ، لا يزاد عليهم أحد ولا ينقص منهم أحد.
ولا ريب أنّ مثل هذا جدير بالتأمّل والتحقيق والبحث عنه لفهم معناه ، لأنّ أحاديثه تقع في سلسلة الأحاديث المتواترة التي تنصّ على نظام الإدارة والحكم بعد النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وعلى من يلي ولاية الامور ، وتبيّن أهمّ ما يدور عليه نظم الامور وبقاء
__________________
(١) ـ التوبة : ١١٩.