كيان الإسلام والدفاع عنه وإقامة العدل والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وحفظ الثغور وأمن البلاد وإجراء الأحكام ، ويستفاد منها أنّ الله تعالى ونبيّه صلىاللهعليهوآلهوسلم لم يهملا هذا الأمر العظيم ، وأنّه ليس لأحد عليهما حجة في ذلك إذا لم يبحث عنها بحثا شافيا ولم يهتم بها اهتماما بليغا ، ولا يكون مبالغا من قال انّهم تركوا الخوض في هذه الأحاديث شرحا وتفسيرا لأنّه ينتهي إلى ما لا ترضاه الدولة وعلماؤها ولم يكن لغير هؤلاء العلماء الحرية في إبداء الرأي في مثل هذه المسائل ، وكان اقلّ عقوبة ذلك السجن الطويل والسوط الشديد ، ولذا وقعوا في الحيص والبيص في أمر هذه الأحاديث ، فلم يأت من قام بشرحها وتأويلها منهم بشيء ، واعترف بعضهم بالعجز عن فهمها ، فبقيت عند أكثر الأمّة غير معلومة المعنى وحرموا أنفسهم عن الاهتداء بها وليست هذه أوّل قارورة كسرت في الإسلام.
وها نحن نشرع ـ بحول الله وقوّته ـ في إخراج هذه الأحاديث على ترتيب ونظم يشرح بعضها بعضا ، ويقوى بعضها بالبعض حتّى لا تحتاج الى مزيد بيان في ذلك ، ومع هذا نأتي بشرح مناسب حولها أو حول ما قيل في تفسيرها إن شاء الله تعالى.
تنقسم هذه الأحاديث من جهة مضامينها إلى طوائف فينبغي التنبيه عليها :
فطائفة منها تنصّ على العدد فقط وحصر الخلفاء فيه ، مثل أحاديث ابن مسعود وأنس ، وطائفة من أحاديث جابر بن سمرة.
وطائفة منها تزيد على ذلك «كلّهم من قريش» مثل كثير من أحاديث جابر. ويوجد فيها : «كلّهم من بني هاشم» أخرجه القندوزي في ينابيع المودة ، والسيد علي بن شهاب في المودة القربى.