نعمة ويقشع كل بهجة ، والدنيا دار الفناء ولأهلها منها الجلاء ، وهي حلوة خضرة تحلّت للطالب ، فارتحلوا عنها رحمكم الله بخير ما يحضركم من الزاد ، ولا تطلبوا منها اكثر من البلاغ ، ولا تمدّوا أعينكم فيها الى ما متّع به المترفون.
ألا إن الدنيا قد تنكّرت وأدبرت واخلولقت وآذن (آذنت خ ل) بوداع ، ألا وإن الآخرة قد حلّت وأقبلت باطّلاع.
معاشر الناس كأنّي على الحوض أنظر ما يرد عليّ منكم ، وسيؤخر اناس دوني ، فأقول : يا ربّ منّي ومن أمّتي ، فيقال : هل شعرت بما عملوا بعدك ، والله ما برحوا بعدك يرجعون على أعقابهم.
معاشر الناس أوصيكم الله في عترتي وأهل بيتي خيرا ، فإنّهم مع الحق والحقّ معهم ، وهم الائمّة الراشدون بعدي والامناء المعصومون. فقام إليه عبد الله بن عباس فقال : يا رسول الله كم الائمّة بعدك؟ قال : عدد نقباء بني إسرائيل وحواري عيسى ، تسعة من صلب الحسين ومنهم مهديّ هذه الأمّة.
١٣٠ ـ (١٣٠) ـ كفاية الأثر : حدثنا محمد بن عبد الله الشيباني رحمهالله قال : حدثنا صالح بن أحمد بن أبي مقاتل ، عن زكريّا ، عن سليمان (بن خ ل) جعفر الجعفري قال : حدثنا مسكين بن عبد العزيز ، عن أبي سلمة ، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : إنّ الصدقة لا تحلّ لي ولا لأهل بيتي ، فقلنا : يا رسول الله صلّى الله عليك وآلك من أهل بيتك؟ قال : أهل بيتي عترتي من لحمي ودمي ، هم الائمّة بعدي ، عدد نقباء بني إسرائيل.
١٣١ ـ (١٣١) ـ كفاية الأثر : أخبرنا محمد بن عبد الله الشيباني قال :
__________________
(١٣٠) ـ كفاية الأثر : ص ٨٩ ، ب ٩ ، ح ٧ ، بحار الأنوار : ج ٣٦ ، ص ٣١٦ ، ب ٤١ ، ح ١٦٣.
(١٣١) ـ كفاية الأثر : ص ١٠٩ ، ب ١٥ ، ح ٢ ، بحار الأنوار : ج ٣٦ ، ص ٣٢٢ ، ب ٤١ ، ح ١٧٨.