فالكاف : اسم مرفوع على الفاعلية ، والعامل فيه ينهى ، والتقدير : ولن ينهى ذوي شطط مثل الطعن.
واستعملت «على» و «عن» اسمين عند دخول «من» عليهما ، وتكون «على» بمعنى «فوق» و «عن» بمعنى «جانب» ومنه قوله :
٧١ ـ غدت من عليه بعد ما تمّ ظمؤها |
|
تصلّ وعن قيض بزيزاء مجهل (١) |
__________________
المعنى : «لم تر تدعوا عن غيكم بالنصح الجميل ، ولا ينهي الظالم عن ظلمه مثل الطعن الشديد الذي تكون جراحه غائرة يغيب فيها الزيت والفتل التي توضع في الجرح لتجفيفه ومداواته».
الإعراب : أتنتهون : الهمزة للاستفهام ، تنتهون مضارع مرفوع بثبوت النون والواو فاعل. ولن : الواو حالية. لن حرف نفي ونصب. ينهى : مضارع منصوب بلن بفتحة مقدرة على الألف. ذوي : مفعول به مقدم منصوب بالياء لأنه ملحق بجمع المذكر السالم وهو مضاف. شطط : مضاف إليه مجرور. كالطعن : الكاف اسم بمعنى مثل مبني على الفتح في محل رفع فاعل ينهى مؤخر ، وهو مضاف ـ الطعن : مضاف إليه مجرور. وجملة «لن ينهى ذوي شطط كالطعن» في محل نصب حال من فاعل «تنتهون». يذهب : مضارع مرفوع. فيه : جار ومجرور متعلق بيذهب. الزيت : فاعل يذهب مرفوع والفتل : معطوف بالواو على الزيت ومرفوع مثله. وجملة «يذهب فيه الزيت» في محل نصب حال من الطعن.
الشاهد : في قوله : «ولن ينهى ذوي شطط كالطعن» حيث استعملت الكاف اسما بمعنى مثل وهو قليل.
(١) قائله : مزاحم بن الحارث العقيلي. والضمير في «غدت» عائد على القطاة في بيت سابق وضمير عليه عائد على الفرخ الذي أفرخته القطاة. الظمء ـ بوزن حمل ـ مدة الصبر عن الماء وهو ما بين الشربين. تصل : تصوّت من جوفها من شدة العطش. القيض : القشر الأعلى من البيض بزيزاء : الأرض الغليظة. مجهل : القفر الذي يجعله السائر لخلوه عن الأعلام التي يهدى بها.
المعنى : إن هذه القطاة بعد ما تمت مدة صبرها عن الماء طارت من فوق فرخها وهي تصوّت من جوفها لبعد عهدها بالماء وطارت أيضا عن بيضها في أرض غليظة