مصنّفات الشيخ المفيد ، ولولا ذلك لجهلنا حتى أسماء الكثير منها فإنّ الشيخ الطوسي لم يذكر في فهرسته منها إلاّ ما قرأه هو عليه ، أو سمعه عليه بقراءة غيره ، ولذلك لم يستوعب كلّ مصنفاته ، ومجموع ما سجله هو والنجاشي ، وابن شهرآشوب في معالم العلماء ، والسيد ابن طاووس في كتبه ، من مصنفات الشيخ المفيد يبلغ نحواً لمائتي كتاب ، والطابع العام لمصنفات المفيد إنّما هو الطابع الكلامي.
فإنّا نجد ثلاثة من كتبه في الحديث : الأمالي ومناسك المزار ، والمزار الصغير ، وله أربعة كتب في التاريخ : الإِرشاد ، والجمل ، والتواريخ الشرعية ، والمعراج وخمسة كتب في اُصول الفقه ، واثني عشر كتاباً في علوم القرآن ، ومنها ٤١ كتاباً في الفقه.
وأمّا مصنفاته الكلامية فقد جاوز عددها التسعين كتاباً ، وهي تشكل نسبة الخمسين في المائة ، فنصف مصنفاته في البحوث الكلاميّة وتثبيت العقائد الشيعية والتدليل عليها والردود على المخالفين ، ونصفها الآخر في شتى الأغراض ومختلف المواضيع.
ثمّ نجد في كتبه الكلامية ٣٣ منها في الإِمامة خاصة ، وهي نسبة الثلث في الكلاميات ، وإذا أضفنا إليها عشرة كتب له حول الإِمام المهديّ وغيبته عليه السلام تصبح النسبة إلى مجموع المصنّفات الكلامية قريبة من النصف.
ثمّ هناك نحواً من أربعين كتاباً من مصنفاته المفقودة مجهولة الموضوع ، كالتمهيد ، والانتصار ، والافتخار ، والرسالة العلوية ، وكشف الإِلباس ، وكشف السرائر ، وما شاكلها لا نعرف عنها شيئاً.
فإذا قسناها بما تقدّم من كتبه المعروفة فلا بدّ وأن يكون نحو النصف منها كلامية إنْ لم يكن أكثرها ، وبذلك ترتقي نسبة الكلامية منها إلى الستين بالمائة.
وحتى بعض مصنفاته الفقهية إنّما ألّف فيها وتحدّث عنها من وجهة نظر