كلامية ، فله أربع رسائل في المتعة ، ورسالة في نكاح الكتابيات ، وتحريم ذبائح أهل الكتاب ، وتحريم الفقاع ، والمسح على الرجلين ، ونحوها كلها تتّسم بطابع كلامي لأنّها خلافية بين الشيعة والسنة.
وكذلك في أُصول الفقه ، فله كتاب في الإِجماع ، وكتاب في اجتهاد الرأي ، وكتابان في القياس وإبطاله ، وكلّ ذلك من المختلف فيه فيما بيننا وبينهم ، وتحمل طابعاً كلامياً.
وبذلك ترتقي نسبة الكلاميات في مصنّفاته إلى ٧٥ بالمائة فقد كرّس رحمه الله حياته المبارك فيها في المحاججات والمناظرات ومقارعة الباطل ومكافحة الضلال ، ودعم العقيدة الشيعية والتدليل عليها وإثبات الحق وتزييف الباطل والردود على المخالفين وإفحام الخصوم ، وبذلك هدى إلى سبيل الحق خلائق لا يحصون وأنقذهم من الضلال (١) وأرشدهم إلى الصواب.
فقد قالوا عنه : إنّه كان له مجلس نظر بداره بدرب رياح يحضره كافة العلماء (٢) ، وقالوا : وكان مجلسه يحضره خلق كثير من العلماء من سائر الطوائف (٣) ، وقالوا عنه : البارع في الكلام والجدل والفقه وكان يناظر أهل كل عقيدة مع الجلالة والعظمى في الدولة البويهية (٤) ، وقالوا : وكان يناظر أهل العقائد كلّهم (٥).
وبذلك أدى خدمات جلّى للإِسلام والمسلمين ، ونصح لله ولرسوله ولأئمة المسلمين ولعامتهم.
وقد كان ينبغي أن يكتب عن حياته عشرات الكتب.
__________________
([١]) راجع تاريخ بغداد ٣/٢٣١، المنتظم ٨/١١، سير أعلام النبلاء ١٧/٣٤٤.
(٢) المنتظم ٨/١١.
(٣) البداية والنهاية ١٢/١٥.
(٤) مرآة الجنان ٣/٢٨، عيون التواريخ.
(٥) غربال الزمان: ٣٤٦.