بنات النبىّ صلّى الله عليه وآله وسلّم!
أم ربائـبه؟!
شهرة الحدث قد تخدع :
إنّ من الأُمور الواضحة والبديهية : أنّ كثيراً من حقائق التأريخ قد تعرّضت لأَنواع من التحريف والنزيف ، لأَهداف مختلفة : من سياسية ، ومذهبية ، وفئوية ، وغيرها.
وواضح : أنّ تحقيق كلّ ما يحتاج إلى التحقيق منها أمر يخرج عن حدود طاقة الفرد والأُفراد ، وحتى عن حدود طاقة المئات والأُلوف منهم ; فلا يمكن أن نتوقّع ذلك من أيّ عالم مهما بلغ من العلم ، والمعرفة ، وقوّة الفكر ، ودقّة الملاحظة ، وجودة الفهم. خصوصاً إذا كان الموضوع الذي هو محطُّ النظر خارجاً عن دائرة اختصاصه ، ولا يدخل في دائرة الأَوْلويّات في ما هو محطُّ اهتماماته ومعالجاته.
وعلى هذا الأَساس ، نستطيع أن نتفهّم بعمق ما نجده لدى بعض العلماء من انسياق ـ أحياناً ـ مع ما شاع واشتهر ; وإن كان خطأً ; فيرسلونه إرسال المسلَّمات ، اعتماداً منهم على ذيوعه وشهرته ، إما غفلةً عن حقيقة الحال ، أو للارتكاز الحاصل لديهم ، من استبعاد أن يكون الواقع يخالف ما هو معروف ومشهور ، أو يختلف معه. وذلك لا يخدش في عالِمِيّة ذلك العالم ، ولا يقلّل من أهمّيّة الدور الذي قام به ، ولا من قيمة النتاج العلمي الذي قدّمه للأَجيال وللأُمّة.
أمّا إذا كان الخطأ الفاحش ، أو غيره ، قد وقع منه فيما يفترض أنّه خبير وبصير فيه / فإنّ المؤاخذة له حينئذ تكون مقبولة ومعقولة ، ولها ما يبرّرها ، ثمّ