التي يفترض فيها أن ترتكز على جزئيّات منتشرة ومبثوثة في مختلف المواقع والمواضع. أو أنّها ـ على الأَقلّ ـ تفتقر إلى تلك الجزئيّات ; لتصبح أكثر وضوحاً ، وأوفى تعبيراً وحكاية عمّا يراد له أن تعبّر أو أن تحكي عنه.
ومن جهة ثانية ، فإنّ الاهتمام بالمصلحة الخاصّة على حساب المصلحة العامّة ، وعلى حساب العلم والفكر ، والدين ، لهو من الأُمور التي نربأ بالباحث الواعي ، والرسالي ، الذي نذر نفسه لخدمة الدين والأُمّة ، أن يجعل لها محلاّ في تفكيره ، وأن يفسح لها المجال للتأثير عليه في حركته نحو أهدافه الإنسانية السامية.
وهذا بالذات هو ما يبرِّر لنا رفضَ أن يكون نأيُه بنفسه عن بعض الموضوعات ، بدافع الجبن والخوف من حدوث سلبيّات عليه هو شخصيّاً.
أمّا الموازنة بين السلبيّات التي سوف يتركها طرح الموضوع على السلامة العامّة ، وعلى بنية الأمّة ككلّ ، فإنّها تصبح ضرورية من أجل تحديد الطرف الأهمّ في مقابل المهمّ ـ وهو ما يختلف باختلاف الظروف والأحوال ـ وعلى وفق ما ينتهي إليه من نتائج في هذا المجال ، يكون التحرّك ، ثم يكون تسجيل الموقف.
ولكن من الواضح : أنّ من الضروري تخصيص قسط من الجهد الفكري والعملي باتّجاه إيجاد الأَجواء والمناخات المناسبة ، لطرح ومعالجة أكثر الموضوعات حسّاسيّة ; لأَن ذلك هو الخيار الوحيد للأُمّة التي تريد أن تكون أُمّة واحدة ، تتّقي ربّها ، وتعبده وحده لا شريك له. ولا تعبد أهواءها ، ولا مصالحها ، ولا أيَّ شيء آخر إلاّ الله سبحانه وتعالى.
وفَّقنا الله للعلم ، والعمل الصالح ، وهدانا إلى الصراط المستقيم ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على محمّد وآله الطاهرين.
* * *