على أنّنا لا نملك الدليل القاطع على أنّه قد أخطأ الصواب ، حتى في الموارد التي هي من الأَخطاء الشائعة ، إذا كان من الممكن أن يكون قد ساق الكلام فيها على سبيل التسليم الفرضي ، والمجاراة في البحث ، لا من منطلق القناعة ، والقبول بمضمونها واقعاً.
وهذا النوع من التعامل مع القضايا المطروحة شائع ومعروف.
ونجده لدى معظم العلماء في طروحاتهم ومحاوراتهم.
رأي المفيد في زوجتَيْ عثمان :
ومهما يكن من أمر ، فإنّنا نريد هنا أن نطرح مسألة تختلف مع الشيخ المفيد ـ رحمه الله ـ فيها ، ونبيّن ما نعتمد عليه فيما نذهب إليه في ذلك ، فنقول :
إنّه رحمه الله تعالى قد تحدّث في بعض الموارد ، في أجوبة المسائل السروية ، عن تزويج النبيّ الأَكرم صلّى الله عليه وآله وسلّم بنتيه لعثمان بن عفّان ، بحيث يظهر من كلامه أنّه يرى : أنّهما كانتا بنتَين للنبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم على الحقيقة.
قال رحمه الله ما يلي :
«... وقد زوّج رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ابنتَيه قبل البعثة كافرَيْن كانا يعبدان الأَصنام ، احدهما : عتبة بن أبي لهب. والآخر : أبو العاص ابن الربيع.
فلمّا بُعث النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم فرّق بينهما ، فمات عتبة على الكفر ، وأسلم أبو العاص بعد إبانة الإسلام; فردّها عليه بالنكاح الأَول».
إلى أن قال :
«وهاتان هما اللتان تزوّجهما عثمان بن عفّان ، بعد هلاك عتبة ، وموت أبي