ونقول : لو صحّ ذلك لم يكن قد اعتذر عن تزويجها لأبي بكر وعمر بصغرها ، بل كان اعتذر بالوعد الذي كان قد قطعه على نفسه لعليٍّ عليه الصلاة والسلام.
منافسون لعليٍّ عليه السلام :
وبعدما تقدّم ، فإنّنا نسجّل هنا النقاط التالية :
أوّلاً : ربما يكون إصرار الآخرين على بنوّة رقيّة ، وأُمّ كلثوم ، وزينب لرسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ، وإرسال ذلك إرسال المسلّمات ، ومن دون أيّ تحقيق أو تمحيص ، رغم وجود ما يقتضي الوقوف والتأمل ـ ربما يكون ذلك ـ راجعاً إلى الحرص على إيجاد منافسين لعليٍّ عليه السلام في فضائله الخارجية.
ولذلك نجدهم قد أطلقوا على عثمان لقب : «ذي النورين» مع العلم بأنّ فاطمة عليها السلام قد كانت أفضل نساء العالمين ، ولكنّهم لم يمنحوا الذي تزوّجها أيّ لقب لأَجل ذلك!!
ثانياً : بعض القرائن تشير إلى أنّ حياة عثمان الزوجية مع رقيّة ، ومع أُمّ كلثوم أيضاً لم تكن على درجة من السعادة ، والانسجام ، ولا نريد هنا الدخول في تفاصيل ذلك ، فلتراجع المصادر المعدّة لذلك (٩٣).
ثالثاً : إنه رغم تأكيدهم على أنّ ابني أبي لهب قد تزوّجا هاتين البنتين : رقيّة وأُمّ كلثوم. ثم فارقاهما بعد نزول سورة تبَّت ، وبعد إسلامهما ، ثمّ تزوّجهما عثمان بعدهما ، إلاّ أنّنا نلاحظ : أنّه من أجل تسجيل منقبة لعثمان فقد حرص محبّوه على إبقاء هاتين البنتين باكرتين ، فلا يدخل بهما ابنا أبي لهب ، رغم
__________________ ـ
(٩٣) راجع كتابنا : الصحيح من سيرة النبيّ الأَعظم صلّى الله عليه وآله وسلّم ، أوّل الجزء الرابع وآخره.