أهليّة البنتين وزوجيهما لذلك ، وعدم وجود أيَّ مانع أو رادع.
نعم ، لا بُدّ أن تبقى البنتان باكرتين لينال عثمان الشرف الأَوفى في هذا المجال!!
رابعاً : إنّهم يقولون : إنّه لمّا ماتت البنت الثانية ـ أُمّ كلثوم ـ قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم : «لو كنّ عشراً لزوّجتهنّ عثمان» (٩٤).
ونجد في المقابل : الرواية المكذوبة تقول : إنّ عليّاً عليه السلام أراد أن يتزوّج بنت أبي جهل!! فأغضب النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم بذلك ، وشهّر به رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم على المنبر. وألمح إلى أنّه لو تمَّ هذا الأمر فلا بُدّ له من أن يطلّق ابنته ، وأثنى ـ بالمناسبة ـ على صهره أبي العاص ابن الربيع (٩٥).
خامساً : لكنّنا نستغرب هنا : كيف غفل الرواة عن تسجيل المدح لعثمان! وما هو وجه اختصاص أبي العاص بن الربيع بذلك؟! إلاّ أن يكون المقصود هو تشبيه عليّ عليه السلام برجل مشرك ، ليكون ذلك أقذع في الهجاء ، وأبلغ في التعريض!!
عصمنا الله من الزلل ، في القول وفي العمل. والحمد لله ، والصلاة على محمد وآله.
* * *
__________________
(٩٤) الطبقات الكبرى ٨ / ٣٨ ، وسير أعلام النبلاء ٢ / ٢٥٣.
(٩٥) راجع ذلك كلّه مع الأدلّة القاطعة على كذبة في كتابنا : الصحيح من سيرة النبيّ الأعظم صلى الله عليه وآله وسلّم ٤ / ٥٣ فما بعدها.