كلمـة أخـيرة
وبعد ،
فقد اتّضح : أنّ دعوى زواج عثمان ، وأبي العاص بن الربيع ببنات رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ، ليس لها ما يبرِّرها على صعيد البحث العلمي والموضوعي.
وإذا أردنا : أن نفرط بحسن الظنّ ، ونبتعد بهذه القضية عن دائرة الإعلام السياسي الذكي والمدروس ; فإنّنا لا بُدّ أن تفترض ـ حسبما ألمحنا إليه سابقاً ـ أنّه قد حصل اشتباه من الرواة ، بسبب تشابه الأَسماء إذ أنّ بنات النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم قد وُلدن وفارقن الحياة وهنّ صغيرات.
هذا بالنسبة إلينا نحن.
أمّا القارىء الكريم ، فله أن يفسّر هذا التزوير الإعلامي وفق ما يملكه من معطيات ، وحسبما يروق له ، ويطمئنّ إليه.
هذا ، وقد حان الوقت لنترك للقارىء الكريم الفرصة للتأمّل في ما قدّمناه له من أدلّة وشواهد ، مع اعترافنا بأنّه قد كان بالإمكان إثراء هذا البحث بالمزيد من المصادر ، وإعطاؤه المزيد من العناية والجهد ، ليصبح بذلك أتمّ ، ونفعه أعمّ.
ولكنّنا آثرنا الاقتصار على هذا القدر ، إيماناً منّا بأن لا ضرورة تدعو إلى ذلك ، ما دام أنّ بالإمكان الرجوع إلى كتب التراث ، ليجد المزيد. وقد يطّلع على الجديد ، الذي يزيد الحقيقة التي قرّرها هذا البحث وضوحاً ، وإشراقاً ، ونقاءً ، ويمنحها رسوخاً وتجذُّراً وبقاءٌ ...
والله نسأل أن يقينا شرور أنفسنا ، وسيّئات أعمالنا. وأن يهدينا سبيل الحقّ والرشاد ، ويأخذ بيدنا في طريق الخير والسداد.