واشكالها المتعددة.
قال تعالى : (ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ) (١) وفي هذه الآية الكريمة اشارة واضحة الى نوع المجادلة التي يأمر بها الله تعالى عباده المؤمنين من خلال رسوله الكريم صلّى الله عليه وآله وسلّم ، وهي المجادلة بالتي هي احسن.
وورد في التفسير المنسوب الى الإِمام العسكرى عليه السلام ـ بعد كلام مبسوط بشأن المناظرة وعدم النهي عنها مطلقاً ، بل النهي عن الجدال بغير التي هي احسن ـ : وامّا الجدال بغير التي هي احسن فان تجحد حقاً لا يمكنك ان تفرّق بينه وبين باطل من تجادله ، وانّما تدفعه عن باطله بان تجحد الحق ، فهذا هو المحرّم لأنّك مثله ، جحد هو حقّاً ، وجحدت انت حقاً آخر (٢).
وتُؤكّد الآيات الشريفة على المنع من الجدال بعد تبيّن الحق للعناد والاستعلاء ، والآيات الناهية عن هذا النوع من الجدال كثيرة ، نذكر منها :
١ ـ (ها انتم هؤلاء حاججتم في مالكم به علم فلم تحاجّون في ماليس لكم به علم) (٣).
٢ ـ (يجادلونك في الحقّ بعدما تبيّن) (٤).
٣ ـ (ويجادل الذين كفروا بالباطل ليدحضوا به الحقّ) (٥).
٤ ـ (ومن الناس من يجادل في الله بغير علم ويتّبع كلّ شيطان مريد) (٦).
__________________
(١) النحل : ١٢٥.
(٢) التفسير المنسوب الى الامام العسكري عليه السلام ، مدرسة الامام المهدي ، قم ، ١٤٠٩ ، ص ٥٢٩.
(٣) آل عمران : ٦٦.
(٤) الانفال : ٦.
(٥) الكهف : ٥٦.
(٦) الحج : ٣.