الرجل»؟
قال : بلغني انّك عالم بكلّ ما تسأل عنه ، فصرت اليك لا ناظرك.
فقال أبو عبد الله عليه السلام : «في ماذا»؟
قال : في القرآن وقطعه واسكانه وخفضه ونصبه ورفعه.
فقال : أبو عبد الله عليه السلام : «يا حمران دونك الرجل».
فقال الرجل : انّما اريدك انت لا حمران.
فقال أبو عبد الله عليه السلام : «ان غلبت حمران فقد غلبتني».
فاقبل الشامي يسأل حمران حتى غرض (٣٧) وحمران يجيبه.
فقال أبو عبد الله عليه السلام : «كيف رأيت يا شامي»؟
قال : رأيته حاذقاً ، ما سألته عن شيء الاّ اجابني فيه.
فقال أبو عبد الله عليه السلام : «يا حمران سل الشامي» فما تركه يكشر (٣٨).
فقال الشامي : اريد يا أباعبد الله اناظرك في العربية.
فالتفت أبو عبدالله عليه السلام فقال : «يا أبان بن تغلب ناظره».
فناظره فما ترك الشامي يكشر.
فقال : اريد ان اناظرك في الفقه!
فقال أبو عبد الله عليه السلام : «يا زرارة ناظره».
فناظره فما ترك الشامي يكشر.
قال : اريد ان اناظرك في الكلام.
قال : «يا مؤمن الطاق ناظره».
فناظره فسجل (٣٩) الكلام بينهما ، ثم تكلّم مؤمن الطاق بكلامه فغلبه به.
__________________
(٣٧) غرض منه : أي ضجر وملّ.
(٣٨) يكشر : أي يهرب.
(٣٩) السجل والتسجيل : الرمي والتقرير والجريان.