وقد اشارت الى ذلك رواية يونس بن يعقوب ـ المتضمنة لمناظرة هشام ابن الحكم مع الشامي ، وقد مرّت ـ حيث قال له أبو عبد الله عليه السلام : «وددت أنّك يا يونس تحسن الكلام».
فقال له يونس : جعلت فداك سمعتك تنهى عن الكلام وتقول ويل لأهل الكلام يقولون هذا ينقاد وهذا لا ينقاد ، وهذا ينساق وهذا لا ينساق ، وهذا نعقله وهذا لا نعقله.
فقال أبو عبد الله عليه السلام : «إنّما قلت لهم إذا تركوا قولي وصاروا إلى خلافه» (٨٤).
والمفيد أورد الخبر في تصحيح الاعتقاد لبيان الوجه في النهي عن المناظرة.
٩ ـ آفات المناظرة :
نظراً إلى أنّ في المباحثة ميلاً وهوى إلى الغلبة والاستعلاء ، ولو كان الانسان نفسه يناظر طلباً للوصول إلى الحق وهداية الناس ، فالخصم قد يباحث لغرض فاسد ، ولهذا وذاك فإنّ المناظرة تشتمل على آفات يلزم الاتّقاء من الوقوع فيها.
وإلى هذه المهالك تشير جملة من الروايات الناهية عن المناظرة دفعاً للمناظر عن التورط فيها. ومن آفات المناظرة : زوال التواضع وخشوع القلب وسلامة النفس ، وايجاد الحقد والعداوة.
وعن أبي عبد الله عليه السلام قال : «إنّ المخاصمة ممرضة للقلب» (٨٥).
وعن عليه السلام : قال : قال أمير المؤمنين عليه السلام : «إياكم والمراء
__________________
(٨٤) الكافي ١ / ١٧١ ح ٤ ، تصحيح الاعتقاد ٢٧.
(٨٥) المحاسن ٢ / ٢٠١ ح ٣٨.