والخصومة فإنّهما يمرضان القلوب على الاخوان وينبت عليهما النفاق» (٨٦).
وعنه عليه السلام : «إياكم والخصومة في الدين فإنّها تشغل القلب عن ذكر الله عزّ وجلّ ، وتورث النفاق ، وتكسب الضغائن ، وتستجير الكذب» (٨٧).
قال العلاّمة المجلسي في البحار : الضغائن : جمع الضغينة ، وهي الحقد والعداوة والبغضاء ، قوله (تستجير) في بعض النسخ بالزاء المعجمة ، أي يضطّر في المجادلة إلى الكذب وقول الباطل فيظنّه جائزاً للضرورة بزعمه ، وفي بعضها بالمهملة ، أي يطلب الإجارة والأمان من الكذب ويلجأ إليه للتخلّص من غلبة الخصم (٨٨).
فالمناظر يجب أن يكون على حذر من هذه المهالك الاخلاقية والروحية ، ويستعيذ بالله من شرور النفس والشيطان.
١٠ ـ الجدال في ما كان هناك واجب أهمّ :
روي عن أبي عبيدة الحذّاء قال : سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول : «إيّاكم وأصحاب الخصومات ، فإنّهم تركوا ما أمروا بعلمه وتكلّفوا ما لم يؤمروا بعلمه ، حتى تكلّفوا علم السماء». الحديث (٨٩).
وقد قال السيد ابن طاووس بعد ذكره رواية في ذمّ المتكلّمين : ويحتمل أن يكون المراد بهذا الحديث المتكلّمين الّذين يطلبون بكلامهم وعلمهم ما لا يرضاه الله عزّ جلاله ، أو يكونون ممّن يشغلهم الاشتغال بعلم الكلام عمّا هو واجب عليهم من فرائض الله جلّ جلاله (٩٠).
__________________
(٨٦) الكافي ٢ / ٣٠٠ ح ١.
(٨٧) امالى الصدوق ٣٤٠ ، مجلس ٦٥ ح ٢ و ٤.
(٨٨) بحار الانوار ٢ / ١٢٨ ذيل ح ٦.
(٨٩) البحار ٢ / ١٣٩ ح ٥٨.
(٩٠) بحار الأنوار ٢ / ١٣٨ ذيل ح ٤٨.