وقد يشهد به على فرض ثبوت أصل التزويج إصرار عمر على أنّ الغرض من خطبته أن يكون صهراً للنبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم ... وقوله في بعض الألفاظ : «أُحبّ أن يكون عندي عضو من أعضاء رسول الله» وتأكيده في بعض آخر : «إنّي لم أُرد الباه» ...
بقي الكلام فيمَن تزوّجها :
قد عرفت أنّ أمير المؤمنين عليه السلام كان قد حبس بناته لأبناء أخيه جعفر ، بل إنّ ذلك كان بأمر من النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم فقد «نظر النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم إلى أولاد عليّ وجعفر عليهما السلام فقال : بناتنا لبنينا وبنونا لبناتنا» (١٠٦).
وفي خصوص أُمّ كلثوم جاء في حديث : «خطب عمر إلى عليّ ابنته أُمّ كلثوم فاعتلّ عليٌّ بصغرها وقال : أعددتها لابن أخي. يعني جعفراً» (١٠٧) فلم يعينّ الابن ... لكنّ الأمر يدور بين «عون» و «محمد» لأنّ «عبدالله» كان أكبرهم سنّاً وقد زوّجه ابنته «زينب» كما تقدّم.
فأمّا «عون» فلم أجد خلافاً بين عليماء أهل السُنّة ـ والكلام كلّه يدور على أخبارهم وأقوالهم ـ في أنّه قتل يوم تستر على عهد عمر ، والمفروض ـ بحسب تلك الأخبار على فرض صحّتها ـ كونها في عقد عمر.
أمّا «محمد» فقال ابن حجر : «ذكر أبو عمر عن الواقدي أنّه يكنّى أبا القاسم ، وأنّه تزوّج أُمّ كلثوم بنت عليّ بعد عمر. قال : واستشهد بتستر.
وقيل : إنّه عاش إلى أنْ شهد صفّين مع عليّ. قال الدارقطني في كتاب
__________________
(١٠٦) من لا يحضره الفقيه ٣ / ٣٩٣ باب الأكفاء.
(١٠٧) ذخائر العقبى : ١٦٩ ، كنز العمّال ١٣ / ٦٢٤.