توسع الرقعة الاسلامية ، وحاجة المجتمع ، ولتعكس أهمية الحكم الشرعي ومداه في مرحلة تطبيقه ونفاده في صلب الواقع الاجتماعي ، ولتمثل جزءً هاماً من سياسة الدولة في ظل الاسلام.
وعند استقراء المسيرة القضائية للاسلام ، وما تجد منها على ساحة الواقع العملي من صيغ واحكام وتقاليد مقدسة في ضمير المسلم ، نجد ان جيلاً من نباة الفكر الخلاق ، وقادة العقل الاسلامي كان لهم الفضل الكبير في ثمرات افكارهم بما أسسوه من قواعد الفقه ، وتراث الشريعة ، وعند دراستنا لهذا التراث الجليل نكتشف على صعيد الفكر الإمامي ، صاحب الذكرى شيخنا المفيد (قدّس سرّه) الذي احتل مركز الصدارة. في شخصية موسوعية تميزت بالالمعية واتصفت بالدراسات الموضوعية الرائعة في العقيدة والفقه ونواحي المعرفة الاسلامية ومن أجل اثارة ما أفاده هذا الفقيه العظيم في الفكر القانوني الاسلامي جاءت دراستنا للنظرية القضائية بخصوص ما أورده من فقه القضاء في كتابه «المقنعة» الذي يمثل من جانب بحثنا مدونة قضائية رائعة في الفقه الاسلامي على منهج أهل البيت الطاهر عليهم السلام.
والقضاء باعتباره : عمل رسالي باركته الرسل والانبياء ، ولاهميته في تجسيد صورة القانون في اتم وجه فقد مارسه النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلّم بنفسه ، وقد امتاز القضاء النبوي بصفتين :
أحدهما : تشريعية ، من حيث اعتبار ما قرره الرسول تشريعاً ملزماً بذاته لكونه جزء من السنة النبوية التي تمثل المصدر الثاني من مصادر التشريع الاسلامي.
الثانية : صفة قضائية محضة ، من خلال تطبيق الاحكام على الوقائع المعروضة ، والمتنازع عليها بين الخصوم ، وهنا قرر النبي قواعد المرافعات واصول المحاكمات وسيرها في الواقع العملي الذي دفع بالاحكام الى حيز التنفيذ. ومن مظاهر القضاء النبوي : الحكم في الحقوق بالظاهر ، وباليمين عند