عدم البينة ، ومن طرق الاثبات عنده : الاقرار ، والبينة ، واليمين ، والقسامة ، والقرعة ومن المأثور عنه. البينة على من ادعى ، واليمين على من انكر.
وبعد ان دعت الحاجة أذِن الرسول في القضاء لبعض اصحابه بحضرته ، ومن ثم تولي هذا المنصب الخطير ، كما في ارساله للامام علي عليه السلام الى قضاء اليمن وهو شاب حين ضرب على صدره قائلاً : اللهم اهد قلبه وسدد لسانه ، ولأهمية دور الامام علي عليه السلام في بناء النظرية الاسلامية للقضاء علماً وعملاً ولتسديد قضائه بقول النبي صلى الله عليه وآله وسلّم : «أقضاكم عليّ» فقد فصلّت هذا الجانب «لأقضى الصحابة» مؤلفات عديدة .. ثم ان القضاء الاسلامي مرّ بمراحل متطورة ، كان لمدرسة اهل البيت عليهم السلام الأثر الواضح في التفكير القضائي ، ولمّا اجتمعت الكثير من الوقائع والاحكام والقضايا ، وتوافرت الفرصة ابتدأ عصر التدوين الفقهي الذي ظهر في بدايته دور الشيخ المفيد (رضوان الله عليه) حين قام بتسجيل روائع الفكر القانوني للشريعة ، ومن هذا المنطلق تعتبر دراسة اتجاهاته الفكرية مدرسة رائدة في سبيل النهوض بحركة التقنين للشريعة الاسلامية خاصة فيما امتازت من عطاء مدرسة الاجتهاد ، ومن مزايا هذه الدراسة عند الشيخ المفيد قيامه بمهمة تدوين فقه يصار الى معرفة ما للبيئة وملابساتها من اثر على تطور الافكار الفقهية وتقنين ما استقر من المبادىء في احكام القضاء وقد توافرت في شخصية المفيد الموسوعية اهم عناصر النجاح والتطلع لذلك وجدناه يُعدّ العدة لكتابة مدونة قضائية فاقت في مضامينها طموحات عصره.
وللاحاطة بالخطوط العامة لنظرية القضاء عند الشيخ المفيد كان لا بد من منهجة البحث وفق اطارين : موضوي وشكلي.