الحكمية باسلوب تفصيلي على حساب مبدأ الجزئيات المحكمة مع بعضها باتجاه عام قائم على قاعدة شرعية محددة.
ثانياً ـ الإطار الشكلي :
حيث إنّ الشيخ المفيد قد امتاز في بحثه القضائي بما حدده في التبويب الفقهي واستيعابه في لغة الفقهاء وهو ما يدخل في المنهج ، وفي اللغة والاسلوب ، وفي الصياغة التي اتقنها في طرح الاحكام القضائية.
١ ـ المنهج : حيث احتاط الشيخ المفيد (رضوان الله عليه) كثيراً في تقرير الحكم الشرعي وما ينسجم مع روحية التشريع الاسلامي ملتزماً بما يعبر عن ارادة المشرع الملائمة لسنة المعصومين عليهم السلام وقد حرص على الموازنة في الاحكام ، واثبت بذلك واقعية الفقه الاسلامي وذاتيته وامتداد النظرة الموضوعية في افق الحكم الشرعي. ومما امتاز به منهجه هو التسلسل المنطقي للمسائل المطروحة تحت باب واحد. وقد وزع الاحكام القضائية تحت عنوان كتب حددها ثم فصّل تحت هذا العنوان ابواباً. ولم يحاول ان يتطرق كثيراً الى المصطلحات الفقهية الاّ بقدر ما يقتضيه طابع البحث ايماناً منه بجدوى المنهج الاستعراضي للاحكام التي لا بد وان تكون قريبة من تذوق الشريحة الاجتماعية.
٢ ـ اللغة : فقد عرف الشيخ بالبيان الرائق ، والكلمات المفهومة فلم يتكلف التعبير ولم يختار العبارات المعقدة ، واتصفت لغته برصانة الاسلوب ، وايفاء الغرض المطلوب من الحكم وهي اللغة التي تدخل في باب السهل الممتنع وهو ما تطورت اليه الكتابة القانونية في اساليبها الحديثة وما في ذلك من اثر على حسن سير العدالة ، وما يضمن الحكمة من الفقرات الحكمية وما يوحيه القرار الحاسم من طمأنينة المتخاصمين امام القضاء ، ومما اخفاه الشيخ على هذه اللغة ابراز الطابع العقائدي عليها بما استدل فيه من الآيات والاخبار