وظاهر الآية يدل على صحة هذا القول ، لأن تذكير (عنكم) ، و (يطهركم) يقتضي أن يكون المخاطب الرجال دون النساء ، وعلى تقدير إرادة الأزواج كان حق العبارة أن يقول : (ويطهركن) بتأنيث الضمير (٩).
والقول بأن الآية الكريمة قد نزلت في شأن الخمسة المذكورين الذين هم آل العباء عليهمالسلام قد وصل عند الإمامية وسائر الشيعة إلى حد التواتر (١٠).
__________________
المنثور ٣ / ٦٠٣ ـ ٦٠٤ ، وفتح القدير ٤ / ٢٧٩ (وذكر فيه : إن هذا القول هو قول الجمهور) ، وفي ينابيع المودة : ٢٩٤ إنه قول أكثر المفسرين.
هذا ، وفي تخريجات السيد محمد رضا الجلالي للأحاديث المفسرة لآية التطهير في (تفسير الحبري) ـ بتحقيقه ـ ص ٥٠٣ ـ ٥١٧ ما يدل على كثرة المصادر السنية المؤيدة لصحة القول الثالث.
ولعل في كتاب : (آية التطهير في أحاديث الفريقين) للسيد الأبطحي ما يغطي سائر تلك المصادر.
(٩) قال أبو حيان الأندلسي في تفسير البحر المحيط ٧ / ٢٣١ ـ في رده على من ذهب إلى اختصاص الآية بالأزواج ـ : (ليس بجيد ، إذ لو كان كما قالوا لكان الترتيب : (عنكن ، ويطهركن) وإن كان هذا القول مرويا عن ابن عباس فلعله لا يصح عنه ، ثم قال : وقال أبو سعيد الخدري : هو خاص برسول الله وعلي وفاطمة والحسن والحسين (عليهمالسلام) ، وروي نحوه عن أنس وعائشة وأم سلمة). ومثله في تفسير ابن جزي الكلبي ٢ / ٥٦١ ، وقد أشير لهذا الوجه أيضا في تفسير البيان ٨ / ٣٤٠.
(١٠) فقد روى مفسرو ومحدثو الشيعة هذا القول عن أمير المؤمنين علي (ت ٤٠ ه) وولده الإمام الحسن السبط (ت ٥٠ ه) وعن الأئمة : علي بن الحسين زين العابدين (ت ٩٥ ه) ، ومحمد بن علي الباقر (ت ١١٤ ه) ، وجعفر بن محمد الصادق (ت ١٤٨ ه) ، وعلي بن موسى الرضا (ت ٢٠٣ ه) عليهم الصلاة والسلام.
كما رووه عن أبي الأسود الدؤلي (ت ٦٩ ه) ، وأنس بن مالك (ت ٩٣ ه) ، وجابر بن عبد الله الأنصاري (ت ٧٣ ه) ، وأبي الحمراء مولى النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وأبي ذر الغفاري (ت ٣٢ ه) ، وسعد بن أبي وقاص (ت ٥٥ ه) ، وأبي سعيد الخدري (ت ٧٤ ه) ، وأم سلمة (ت ٦٢ ه) ، وشهر بن حوشب (ت ١١١ ه) ، وعائشة (ت ٥٧ ه) ، وعبد الله بن عباس (ت ٦٨ ه) ، وعطاء بن يسار (ت ١٠٣ ه) ، وعطية العوفي (ت ١١١ ه) وعلي بن زيد (ت ١٢٩ ه) ، وعمر بن ميمون الأودي ، وواثلة بن الأسقع (ت ٨٣ ه) ، وغيرهم فيما يقرب